
تبحث أطروحة الدكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة البصرة، الروايات الفائزة بجائزة البوكر العربي للعام 2001م دراسة في ضوء التحليل التداولي للخطاب
وهدفت الاطروحة التي قدمتها الطالبة نهى سعد مناتي أنّ تحليل الخطاب على وفق الآليات التداولية، لا يسير في مسار مغلق أو مثالي، ولا يفضي بالضرورة إلى نتائج حاسمة نظراً للطابع الاحتمالي الذي يميز التفاعل اللغوي، والتعدد، و العوامل السياقية التي تؤدي إلى انتاج المعنى وفهمه، فالموضوعية لا تقوم على افكار مطلقة، ففيها من السعة ما يجعل فرضيات التقريب النسبي فيها سمة أساس لتعديل مساراتها، فالفكر اللغوي قدم صياغة جديدة للمعنى الإنجازي، بل صياغة غير تقليدية لقواعد اشتغاله في إطار التواصل، والتفاعل، إذ لم يعدّ المعنى التداولي صياغة تجريدية تقليدية؛ بل تحوّل إلى تشكيل إنجازي حسّي، تبدو آثاره أكثر وضوحا في تعدد مرجعياته التي تظهر في المقاربات.
واستنتجت الاطروحة أن المنهج التداولي ينأى بنفسه عن أيّة نزعة إقصائية؛ بل يحاول استقطاب العناصر التداولية المختلفة، بوصفها مؤثرات أساسية في توجيه الخطاب وإنجازه، فعالج المنهج التداولي كثيراً من القضايا التي لم تستطع المناهج الأخرى فك رموزها، واستقصاء حقائقها، ما يعطيه هذه المزيّة على بقية المناهج، فهو يدرس مستويات الخطاب الداخلية، والخارجية، والظروف التي تحيط الخطاب، وهو يعطي بعدا مهماً للدراسة عن طريق فتح نوافذ عديدة من المعرفة، تُمكننا من اكتشاف الكثير من الأمور التي تُخفى؛ لأنه مدّ الباحثة بأفكارٍ مهمة في أثناء دراستها.