شارك التدريسيان في كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة البصرة أ.د. حسين عودة هاشم وأ.م.د. جعفر عبد الدائم المنصور في المؤتمر العلمي الدولي المحكم الثاني للعلوم الإنسانية والإجتماعية والتربوية والأدبية والإدارية والإقتصادية المقام في حرم أكاديمية باشاك شهير في اسطنبول للمدة من 15-17/11/2020 وتضمنت المشاركة تقديم البحث العلمي الموسوم (الفكر الديني والشعبي بين الحقيقة وتزييف الوعي في العراق والعالم (جائحة كورونا أنموذجاً).
وبين الباحثان ما هو المقصود بالخطاب الديني في التعامل مع الأوبئة بالموضوعية والأخذ بالأسباب بعيداً عن الخرافة والأساطير، وبين الباحثان بعض الأمور في العصر الحديث وفي ظل جائحة كورونا تحديداً وكيف تعامل الناس معها ، إذ انقسم الناس إلى
قسمين: الأول : التعامل العقلائي الذي أخذ بالأسباب والمسببات الطبيعية التي أودعها الله في خلقه لهذه الحياة مبتعدين عن كل ما هو غيبي باستثناء التوكل على الله والدعاء والتضرع له بأن يخلص العالم من هذا الوباء بالهداية الى الأسباب التي تؤدي الى الخلاص من الوباء، مبتعدين عن الخرافات والأساطير أو محاولة تأويل النصوص الدينية بعيداً عن الواقع، فتعاملوا مع الجائحة بالإعتماد على التعليمات الصحية ، فمنعوا التجمعات ومنها منع إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المساجد عند المسلمين، ومنع الطقوس الجماعية في الديانات الأخرى.
القسم الثاني : تم التعامل مع الجائحة خلاف القسم الأول، بل اعترض على القسم الأول أيضاً، ووظف النص الديني توظيفاً خاطئاً
ولا سيما في التعامل مع ما يتعلق بأضرحة الأئمة (عليهم السلام) مما دفعهم الى دعوة الناس للخروج وعدم الإعتداد بالتعليمات، فالفايروس لا يصيب المؤمنين كما يعتقد أصحاب هذا الإتجاه، وأن قراءة بعض الأدعية أو الأذكار كفيل بالخلاص من الفايروس، وقد وجدنا هذا الإتجاه موجوداً في الديانات جميعها، فلم يقتصر الأمر على ديانة دون أخرى أو مذهب دون آخر .ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث هي :
- وجد البحث أن العقل البشري يميل الى العقل الجمعي والإنخراط فيه من دون تفكير.
- اختلف الخطاب الديني في طريقة التعامل مع جائحة كورونا ولا سيما فيما يتعلق بالقضايا التشريعية بين مؤيد للإجراءات الصحية والتي تنبع من أسس علمية عقلية وبين خطاب عاطفي نابع من سوء فهم وخلط في الحقائق
- تبين أن العقل البشري في التعامل مع الجائحة من حيث الإعتماد على الخرافات أو التعامل المنطقي العقلائي واحد في جميع أنحاء المعمورة، ولا فرق بين دول متطورة أو غير متطورة، فالخطاب في الكنيسة الذي اعتمد على الأسس العقدية المبنية على فهم النص المقدس هو نفسه الذي في الخطاب الصادر من المسجد أو المؤسسة الدينية الإسلامية
- وفي المستوى الشعبي كانت طريقة التعامل واحدة في العالم جميعاً و ذلك في اتجاهين : الإتجاه العقلائي، و الإتجاه الإنفعالي العاطفي أو الخرافي الأسطوري
- إن جائحة كورونا سببت أزمات وفوضى في أنحاء العالم أجمع وعلى الصعد كلها ، فضلاً عن عجز الطب عن إيجاد العلاجات والحلول المناسبة لها ، مما دفع كثيراً من الناس إلى البحث عن العلاج بمختلف السبل، وقد شجع هذا المشعوذين والكذابين الى استغلال الفرصة .
- إن طول مدة الوباء أضعف التزام الناس بالحجر المنزلي ،وقلل اهتمامهم بالإجراءات الصحية وفي مقدمتها عدم الإختلاط والتباعد . . - ارتفاع أسعار العلاجات وخاصة القاحات التي أعلن عنها مؤخراً ، والتي قد تكون سبباً في لجوء كثير من الناس محدودي الدخل إلى الحلول البديلة التي تم التطرق لها . الدور السلبي لبعض وسائل التواصل الإجتماعي في نشر الخوف والهلع بين الناس ، بالمبالغة في تأثيرات المرض وعدد الإصابات ، ونشر بعض الطرائق السلبية لمواجهة الوباء .