أطروحة الدكتوراه في جامعة البصرة تناقش (اختيار الألفاظ في النظم القرآنيّ دراسة دلاليَّة)

أطروحة الدكتوراه في جامعة البصرة تناقش (اختيار الألفاظ في النظم القرآنيّ دراسة دلاليَّة)
أطروحة الدكتوراه في قسم اللغة العربية / كلية التربية للعلوم الإنسانيَّة جامعة البصرة (اختيار الألفاظ في النظم القرآنيّ دراسة دلاليَّة) للطالب (عبد الحي عبد النبي زيبك العباديّ)

درست الأطروحة (فكرة دراسة مبدأ الاختيار عبر ألفاظ القرآن الكريم كانت جزءاً مكملاً لما درسه الباحث في مشروع الماجستير، ففي دراسة الماجستير كان الأمر محصوراً بالأفعال المتعلِّقة في الطبيعة بشقيها الحيَّة والصامتة، مما أتاح لنا البحث في موضوع اختيار الألفاظ في النَّظم القرآنيّ دراسة الأسماء والحروف، وما تعلق بالهواء والنبات في مباحث موضوعيَّة جعلت من البحث متنوعاً، فضلاً عن دراسة بعض الأسماء والأفعال المرتبطة بجوارح الإنسان).

وتهدف الاطروحة إلى بيان أهميَّة البحث القرآنيّ في إعجازه ولغته التي تُعدُّ بحراً يزخر بموائد المعرفة إذ لا تنضب جواهره، ولا تدرك عجائبه، والتصدي لبيان فرائد القرآن الكريم وفوائده، ودقَّة نظمه وروعة أدائه وجمال نسجه، وقوّة ألفاظه.

واستنتجت الاطروحة رفض مبدأ الترادف في القرآن الكريم، أو التكرار الذي يوحي به تكرار بعض السِّياقات القرآنيَّة والألفاظ في المشاهد المتنوعة.
القيمة التعبيريَّة التي ينماز بها النَّظم القرآنيّ وإعجازه البياني ليس في المفردات مستقلة عن السِّياق، أو بوصفها مفردات ذات دلالات مضمونيّة اختصت بها على نحو التفرد في ذات اللفظة، ولا في طريقة النَّظم في تراكيب الجمل، وإنَّما تكمن في دقَّة الاختيار للمفردات وطريقة نظم هذه المفردات في ضوء النظام النحوي الدقيق، وهذا هو الملمح الدقيق في إعجاز لغة القرآن الكريم وفنِّيَّة التعبير فيه، الذي مثل غاية الروعة والجمال مع دقته.
o    الصيغ الفعليَّة كانت أكثر اتساعا في الدلالة، وأكثر ثراء من جهة مناسبة السِّياق التعبيري، والأفعال كانت أكثر تنوعا من الأسماء، فدلالة الصيغة والزمن والتعدي واللزوم، فضلاً عن صيغة المجرد والمزيد، كان لها الأثر في تقوية الدلالة وتعضيد الجانب التصويري في المشاهد القرآنية، لما للأفعال من قوَّة الأداء التعبيري بمعية الزمن الذي يوجه الدلالة الفعليَّة باتجاه الحقيقة والمجاز، وكذلك الجوانب النفسية وأثرها السِّياق القرآنيّ.
هناك فروق دلالية في الألفاظ التي تعدُّ مترادفة في غير القرآن الكريم، فالبحث أسفر عن دقَّة الألفاظ في اختياراتها بما لا يمكن أن يُعدُّ ترادفا في لغة القرآن الكريم، فكل فعل له دلالة خاصة تميزه عن الفعل الذي يمكن أن يلتقي معه في الدلالة العامة كالإنصات والاستماع، وإنَّما هناك فروق دلالية تميز كل فعل عن غيره).