
بحثت رسالة الماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة البصرة (فخر الدين الرازي (ت606هـ) في دراسات اللغويين المحدثين).
وهدفت الرسالة التي قدمتها الطالبة زينب كريم حميد، الوقوف على دراسات المحدثين، ووصفها، وتحليلها، موضحة المسائل اللغوية على أساس المستويات اللغوية، وهذه الدراسة تمثلت بما شهدته الدراسات في العصر الحديث من إقبالٍ متزايد من الباحثين اللغويين على دراسة الإمام اللغوي المعروف بفخر الدين الرازي(ت606هـ)، فقد حظى الرازي باهتمام لم يحظَ به عالم قبله، ولا بعده حتى كُتبت عنه، وعن مؤلفاته ولاسيما (تفسيره الكبير) عدد كبير من الكتب، والدراسات، والأبحاث وعُرِض ما ورد عنه وسجله وبحث به حتى يومنا هذا، وإن محتوى هذه الدراسات شكلت الحجر الأساس في عمل الرسالة، واقتضت طبيعة الرسالة أن تقسم بحسب المستويات اللغوية (الصوتي، والصرفي، والنحوي، والدلالي) إلى جانب المباحث اللسانية، وإن كل ما ورد من تعدد في دراسة المباحث اللغوية عند الباحثين المحدثين حول الرازي راجع إلى المكانة العلمية التي حظى بها هذا العالِم في عصره، وتجسيده لإمكانياته اللغوية في مؤلفاته.
وتضمنت الرسالة ومن خلال الجمع والإحصاء لعينة الدراسة إلى أن الدراسات التي أنجزها اللغويون المحدثون حول الرازي، وعلى وجه الخصوص النحوية لها الكفّة الراجحة أكثر من المستويات اللغوية الأخرى كالصوتية، والصرفية، والدلالية، إلى جانب اللسانية، كذلك لو عقدنا موازنة بين فصول البحث، ولاسيما ما بين الفصل اللساني، وبين الفصول الثلاثة الصوتي مع الصرفي والنحوي والدلالي لوجدنا أن الأمر التطبيقي قد غلب على طبيعية الدراسات ذات المستوى الصوتي، والصرفي، والنحوي، والدلالي، ومع الفصل اللساني نلاحظ قلة التطبيقات التي درسها الباحثون عن الرازي، ذلك إن دل على شيء دل على حداثة المحاولات اللسانية، وبداية مساعيها لتثبيت المصطلحات، والمفاهيم اللسانية عند الرازي كمرحلة أولى تعبر عن التأصيل عن العلماء القدماء أمثال الرازي.