بحثت رسالة الماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة البصرة التغيرات الهيدرولوجية في هور الحمار الغربي واثارها البيئية
وهدفت الرسالة التي تقدم بها الطالب (أحمد عباس جخير الياسري) إلى تحليل الآثار البيئية الناتجة عن تدهور الخصائص الكمية والنوعية لمياه هور الحمّار في محافظة ذي قار خلال المدة من 1970 - 2025. اذ إن نقص المياه وما يهدده من مخاطر واثار على النظام البيئي أصبح يشكل هاجسا للباحثين أمام تحديات التغيرات المناخية والعوامل البشرية المتمثلة بإدارة المياه وزيادة الطلب عليها. فأن من أولى أهداف الدراسة هو الوقوف على حقيقة هذا الموضوع، وإبراز أهمية هور الحمار والحفاظ على مناسيب المياه وعدم تكرار حالات الجفاف. من خلال الكشف عن تأثير هور الحمار كنموذج على تغير النظام البيئي، لكونه من أكبر المسطحات المائية مساحة وتأثيراً على البيئة خصوصاً وإن اجزاء من مياهه عادت بعد الاغمار ليعود معها النظام البيئي بشكل جزئي عما كان عليه خلال عقد السبعينات، كما تهدف الدراسة الى التعرف على تغير مساحة منطقة الدراسة وحجم ونوعية المياه فيها وانعكاساتها السلبية على جميع مكونات البيئة المحلية للمنطقة. وقد ركزت الدراسة على محورين رئيسين تمثل الاول بالكشف عن مدى التدهور الكمي للهور من خلال تقلص المساحة وانخفاض المناسيب والتدهور النوعي لمياه الهور من خلال ارتفاع ملوحة المياه وتلوثها. وتمثل المحور الثاني بالكشف عن الأثار البيئية المترتبة على تدهور مياه الهور في المنطقة.
وتضمنت الرسالة أن الهور فقد جزءًا كبيرًا من مساحته الأصلية بفعل قلة الاطلاقات المائية، وتدهور نوعية مياهه وارتفاع نسبة الاملاح والعناصر الكيميائية فيها إلى مستويات غير صالحة للحياة البيئية. وتجاوزها الحدود المسموح بها. لقد أسفر تدهور هور الحمار عن اثار بيئية ضخمة تمثلت بالتغيّر في بعض العناصر المناخية، حيث ارتفع المعدل السنوي لدرجة الحرارة من 24.51°م في السبعينات إلى 27.33°م خلال المدة 2010-2024، بينما انخفضت الرطوبة النسبية إلى 35.57% بعد أن كانت 48.24%. كما أدى الجفاف وتراجع المياه إلى نفوق أعداد كبيرة من الجاموس، إذ بلغ عدد النافق منها 13,583 رأساً بين عامي 2021-2024. وتقلصت المساحات الزراعية من 169,880 دونماﹰ إلى أقل من 6,423 دونماﹰ عام 2023، مما أضر بالأمن الغذائي. إن تدهور نوعية المياه ساهم بزيادة الأمراض الجلدية والهضمية. وامتدت ظاهرة التصحر إلى أكثر من 8013 كم² من الأراضي الرطبة سابقاً، ما أدى لفقدان التنوع النباتي. كما تسبب التدهور في نزوح السكان، حيث انخفض عددهم من 25,075 نسمة في السبعينات إلى 11,566 نسمة عام 2021، مما أثر على البنية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.








