
في ذكرى الهجرة والمحرم: كلا الحدثين يعكسان روح التضحية في سبيل الحق والعدالة والوقوف امام الظلم والتضحية في سبيل المبادئ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين خير البرية محمد صل الله عليه واله وسلم.
بمناسبة حلول العام الهجري الجديد هذا العام الذي تجلت فيه ملاحم التضحية والشجاعة في تاريخ الاسلام من خلال هجرتين عظيمتين: هما هجرة الرسول الاعظم محمد صل الله عليه واله وسلم من مكة المكرمة الى المدينة المنورة وهجرة الامام الحسين بن علي عليهما السلام من المدينة الى كربلاء، كلتا الهجرتين تحملان في طياتهما معاني الايمان والثبات على المبادئ.
فهجرة الرسول صلى الله عليه واله اسست لدولة اسلامية قائمة على العدل، بينما هجرة الامام الحسين عليه السلام كانت موقفا بطوليا ضد الظلم والجور والفجور، كلا الحدثين يعكسان روح التضحية في سبيل الحق والعدالة مؤكدين ان الوقوف امام الظلم والتضحية في سبيل المبادئ هي جوهر الرسالة الإسلامية.
فالاسلام ينتظرنا لنعمل، والمسؤوليّة تدعونا لنتقدّم برسالتنا إلى العالم انطلاقاً من واقعنا إلى الواقع الإنسانيّ العام. فلنعمل بإخلاص ووعي من أجل أن يوجد الإسلام في الحياة قوّة فكريّة واجتماعيّة قائدة، ولنمارس مسؤوليّتنا أمام العالم-مسلمين- يعيشون رسالتهم من أجل أن يعيش الإنسان في سلام مع خالقه ومع نفسه ومع مجتمعه. وهناك فقط نستطيع أن نقف أمام التيارات الكافرة بقوة ونكافحها بوعي، ليبقى الموقف للإسلام وحده من دون أن يكون هناك مجال للأنحراف وهناك فقط نستطيع أن نقول إنّنا مخلصون لديننا وواعون لأهدافنا، وإننا في طريق صنع تاريخ جديد، وهناك فقط سنكون جنوداً أمناء للأمام الحسين عليه السلام وأنصاراً مخلصين لثورته، فما احوج العالم اليوم الى الاستنارة بفكر الامام الحسين فجاهلية اليوم اشد واعنف واوسع من الجاهلية الأولى.
الطهر بالنفس بتطهير العقول من العقائد الفاسدة والطهر في الفكر بتطهير الادمغة من الافكار السيئة والطهر في السلوك بطرد رذائل الاخلاق عن الممارسات السيئة والطهر في اللسان واليد وسائر الجوارح بالالتزام بما ينبغي والاجتناب عما لاينبغي ولنبدأ بتطهير أنفسنا ونكون صادقين حين نردّد مع ذكراه العبارة المعروفة «يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الدكتورة نداء محمد باقر
عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية
1/ محرم/ 1446