جامعة البصرة تناقش أطروحة دكتوراه في قسم اللغة العربية- كلية التربية للعلوم الانسانية بعنوان ( الصُّورَةُ الصَّوْتِيةُ فِي الْقُرْآنِ الكَرِيمِ). للطالب (دريد عبدالله يوسف)


  تناولت الدراسة أن الصورة الصوتية هي بنية لغوية تتشكلّ في سياق تعبيري مخصوص ويستثمر كل الطاقات التعبيرية في اللغة وخاصة ما يتعلق بمستوياتها الصوتية المباشرة التي تظهر في تركيب الكلام أو غير المباشرة لتعبّر عن المعنى من حيث جنبته الصوتية أو تشكلّه الصوتي سواء أكانَ محسوساً مُدركاً من خلال السياق أو  أن هذه الدلالة الصوتية نتلقاها من التعبير الفني متخيلةً. 
إقتضت طبيعة البحث والمادّة العلمية تقسيمه إلى تمهيد وثلاثة فصول ثم تتبعها أهم النتائج فقائمة المصادر والمراجع ,أما التمهيد اقتضى تعريفاً بمصطلح الصورة في ضوء المصطلح النقدي وأنواع الصورالحسية بشكل مقتضب ثم الاسهاب بمصطلح الصُّورَةِ الصَّوْتِيَّةِ ( مَفْهُومُهَا وَأهَمِّيَّتُهَا وَكَيْفِيَّةَ تشكلهَا فِي النَّصِّ) ثم الحديث عن العوامل المؤثرة في  تشكّل الصُّورَةِ الصَّوْتِيَّةِ ثم الفصل الأول جاء بعنوان التمظهرات الموضوعية للصورة الصوتية في القران الكريم  وفيه مبحثان :المبحث الأول : ((تمظهراتُ الصُّورَةِ الصَّوْتِيَّةِ فِي مَشَاهِدِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا)): والمبحث الثاني بعنوان : ((تمظهراتُ  الصُّورَة الصَّوْتِية في مشاهدِ  الطَبيْعة)), وجاء الفصل الثاني بعنوان (آلياتُ تَشَكُّل الصُّورَة الصَّوْتِية- فِي الْقُرْآنِ الكَرِيمِ) ففيه مبحثان : المبحث الأول : ((الصُّورَةُ الصَّوْتِيَّةُ في الوسَائِلِ الْبَيَانِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ)) أما المبحث الثاني جاء بعنوان : ((العَناصرُ الصَّوْتِيَّةُ في التَرْكيبِ القرآنيّ وفاعليتها  في تشكيل الصُّورَةِ الصَّوْتِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ الكَريمِ)) في حين خُصِصَ الفصل الثالث عنواناً: ((الْأَبْعَادُ الوَظِيفيَّةُ والفَنيةُ للصُّورَةِ الصَّوْتِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ)) ففيه مبحثان : الأول(الْأَبْعَادُ الوظيفيَّةُ للصُّورَةِ الصَّوْتِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ:), والثَّانِي ) الْأَبْعَادُ الفَنيةُ للصُّورَةِ الصَّوْتِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ), ثم ختمنا البحث بأهم النتائج التي توصّل إليها الجهد.
وتهدف الدراسة للإجابة عن توظيف الصوت وأثره في تشكيل اللفظ وحضوره الدلالي ,ومن ثم  اظهار الصورة القرآنية واستكشافها من خلال الصوت ,على اعتبار  أن بناء النص جعله المبدع بالأداة الصوتية ,فتظهر طاقة النص المباشرة أو  الإيحائية  ,وأن يظهرها ضمن هيأة بنائية خاصة تحمل من سمات التعبير الدلالي ما يهيؤها, لعكس المستوى النفسي والتعبيري أو الفني بعامة النص القرآني , وقد أسهمت ملكة التخييل في خلق مستوى تعبيري صوتي ترتسم فيه أبعاد تصويرية على صعيد اللغة القرآنية ,الأمر الذي يجعل الصورة الصوتية  تستند في تكوينها السمعي إلى عنصر التخييل كبنية داخلية لها في تحديد أبعادها النفسية بشكل خاص ضمن الطاقة التعبيرية ويبرز هذا الأمر بشكل واضح في الصورة الصوتية  .
كشفت الدراسة أن الصورة الصوتية  هي وسيلةٍ من وسائل التعبير النابعة من السياق القرآني في مواضعها والمتعلقّة بموضوعاتها, فهي عنصرٌ مهمٌ من عناصر التعبير ,إذ من خلالها نُدرك الدلالة التي يتوخاها السياق القرآني على أكمل وجه, وقد تنوعت الصور الصوتية بحسب الموضوعات التي تردُ فيها ,إذ نجد  لهذه الصور في القرآن الكريم قدرةً فائقةً للتكيّف مع الموضوع ومع الدلالة ,ولها القدرة على التنوّع في مستوياتها الصوتية ,ففي موضع الشدة نلحظ صورةً صوتيةً ذات زخم صوتي مميز بأجراس تناسب الدلالة والتعبير كالصور الصوتية في مشاهد القيامة والعذاب الدائم وفي موضع الرفق أو الخنوع أو الضعف نجد صوراً صوتيةً خفيضة تحاكي هذه المعاني وتؤديها على أتم وجه أيضاً وفي مواضع الوعيد أو التحدي نجد صوراً صوتيةً مناسبة أيضاً ,وهنا يمكن القول أن الصورة الصوتية وإن جاءت في سياق التشكيل التصويري العام إلا أن لها خصوصية تشكيلية وتعبيرية في آنٍ واحدٍ تجعلها تتميز وتختلف في التعبير القرآني عن الصور الأدبية الأخرى . 
وأوصت الأطروحة أنه يمكن متابعة الصورة الصوتية في نصوص أدبية أخرى يتم الكشف عنها وبيان وضيفتها التعبيرية داخل هذه النصوص.