أطروحة الدكتوراه في جامعة البصرة تناقش أثر اسلوبي الدور الثابت والسهم النازل في خفض القابلية للاستهواء لدى طلبة مرحلة الدراسة المتوسطة

 

تناولت الدراسة : أثر اسلوبي الدور الثابت والسهم النازل في خفض القابلية للاستهواء لدى طلبة مرحلة الدراسة المتوسطة، فالقابلية للإستهواء ظاهرة نفسية خطيرة لما تحملـه مـن آثار سلبية على الفـرد والمجتمع، لأنها تعرض من لديه هذه القابلية لانحرافات حادة حين يكون الاستهواء متجهاً نحو النماذج السيئة من الاشخاص، سواء كان سيئا خُلقياً بالمعنى المتعارف عليه، أو إنسانياً بصفة عامة، والوقوع فريسة لهذه الظاهرة يؤدي إلى ضياع جيل أو أجيال قادمة، وبذلك يكون لدينا مجتمع استهوائي مريض متردد، لا يستطيع أن يواجه مشكلاته أو أن يتخذ قرارات حاسمة بشأنها، وبالتالي انتشار الكثير من المشكلات النفسية والسلوكية بين العديد من أفراد المجتمع.
وتهدف الدراسة :
الى معرفة أثر اسلوبي الدور الثابت والسهم النازل في خفض القابلية للاستهواء لدى طلبة مرحلة الدراسة المتوسطة والذي يتم من خلال اختبار عدد من الفرضيات.
الاستنتاجات:
1. ان الطلبة في المدارس المتوسطة لديهم مستوى من القابلية للاستهواء، بمعنى انهم يتأثرون بغيرهم، ومن الممكن استدراجهم بسهولة لتبني أفكار وسلوكات خاطئة.
2. أهمية الارشاد المقدم بطريقة علمية مخططة، واهمية الأسلوبين الإرشاديين (الدور الثابت والسهم النازل) في ارشاد الطلبة الذين لديهم مستوى من القابلية للاستهواء سواءًا كان هذا المستوى مرتفعا ام متوسطًا من القابلية للاستهواء فللأسلوبين فاعلية في خفضها، كونهما اسلوبين يعتمدان على محاكاة الجانبين المعرفي والسلوكي.
3. تتساوى فاعلية الأسلوبين الإرشاديين (الدور الثابت والسهم النازل) في خفض القبلية للاستهواء لدى طلبة مرحلة الدراسة المتوسطة على الرغم من ان الاسلوبين مختلفين في خطواتهما واسسهما النظرية.
4. يمكن خفض القابلية للاستهواء من خلال تنمية جوانب في شخصية المسترشدين كالثقة بالنفس والاستقلالية والتقييم الذاتي والتفكير المنطقي، وغيرها.
5. إن التنوع في الأساليب والأنشطة المستعملة في الجلسات الإرشادية لكلا المجموعتين ساهم في خلق حالة من التكامل في شخصيات المسترشدين وادراكهم لطريقة تفكيرهم غير المنطقية من خلال معرفة أخطاء التفكير لديهم، وتبني أفكار جديدة تسهم في جعلهم شخصيات مستقلة تتبنى أفكارا وسلوكات ذات فائدة لهم وللآخرين.
6. ان البرنامجين الارشاديين ان كانا مبنيان على أسس علمية دقيقة معتمدة على نظريات ارشادية واضحة يكون لهما أثر فعال في حياة المسترشدين، وفي تغيير طريقة حياتهم وجعلها أفضل بكثير، وليس لخفض القابلية للاستهواء فقط.
التوصيات :
1. ضرورة قيام المرشدين التربويين بالكشف الدوري والمستمر عن الطلبة الذين لديهم قابلية للاستهواء والتعرف عليهم من خلال الاختبارات والمقاييس المعدة لهذا الغرض ومنها مقياس القبلية للاستهواء الذي أعده الباحث، ومساعدتهم قبل تبنيهم لأفكار وسلوكات لا تتلاءم مع قيم ومبادئ المجتمع، وبذلك يعمل الإرشاد عمله الصحيح وقائيا وإنمائيا بدلا عن الاضطرار للعلاج. 
2. استفادة المرشدين التربويين في وزارة التربية من البرنامجين المعدين لخفض القابلية للاستهواء في تعديل الحالات المشخصة بهذه الصفة، ومساعدتهم في تمحيص الأفكار قبل تبنيها او العمل بها.
3. الاهتمام المستمر بشريحة الطلبة من الأهل والمدرسة والمجتمع لأنهم جيل المستقبل الذي سيتسلم قيادة المجتمع لاحقاً.
4. قيام المرشدين التربويين والباحثين الاجتماعيين والشرطة المجتمعية بندوات ودورات لأولياء الأمور حول مرحلة المراهقة وخطورتها وأنها مرحلة يصعب التنبؤ بأفكار وسلوكات المراهق، فاذا لم يجد الابوان الطريقة المناسبة للتعامل معه وتوجيهه للطريق الصحيح، فانه سيتخذ من أصدقاء السوء نموذجا يحتذي به، ويكتسب منهم المعلومات ويصل الى استنتاجات خاطئة يبني حياته عليها.
5. وقوف إدارات المدارس والمسؤولين في وزارة التربية ووزارة الثقافة والاعلام على ما يُطرح من أفكار وسلوكات بين الطلبة في المدارس وما يطرح في وسائل الاعلام من أفكار وسلوكات تخالف تراثنا الادبي والديني وتؤثر سلبا على اخلاقيات ابنائنا.
6. تظافر جهود المؤسسات الحكومية بكل طاقاتها ومؤسسات المجتمع المدني بكل طاقاتها وإمكاناتها على خلق حالة من الوعي الثقافي والاجتماعي والديني لبيان خطر تبني أفكار وسلوكات الاخرين من ثقافات متعددة دخيلة على مجتمعنا لا تتناسب ولا تتلاءم مع ثقافة وعادات وقيم مجتمعنا وخاصة تلك التي تستهدف المراهقين.