جامعة البصرة تنظم ورشة عمل عن (الدولة العربية الحديثة ومأزق الانكشاف الاستراتيجي )
نظمت وحدة التعليم المستمر في كلية التربية للعلوم الانسانية ورشة عمل عن ( الدولة العربية الحديثة المأزق الانكشاف والاستراتيجية )
وتضمنت الورشة محاضرة قدمها التدريسي في كلية الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية الاستاذ الدكتور محمد نجيب مراد
تناول خلالها رصد المسار الوظيفي للدولة الحديثة في العالم العربي , وهي دولة حديثة النشأة في نظام اقليمي عربي بدأت معالمه في التشكّل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي منذ ما يقرب القرن من الزمن . لم تستطع الكيانات السياسية – الدول التي ظهرت في هذا النظام من تأسيس تجربة تأخذ بالتراكم الايجابي المستدام على مستوى التطور النهضوي والتنمية , بل على العكس كانت تشهد تراجعات واخفاقات في وظائفها , الأمر الذي أدخلها في دوامة التعثّر وصولا الى انكشافها الاستراتيجي على غير مستوى سياسي , اقتصادي , اجتماعي , علمي , دبلوماسي وغير ذلك .
وناقشت الورشة خمسة محاور بحثية اساسية : الأول , تماثل التشكّل التاريخي للدول العربية الحديثة في إطار نظام اقليمي عربي يتميز بخصوصيات التكامل التاريخي والجغرافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي الخ ، والثاني , معوّقات قيام الدولة , لا سيّما مشكلتها في الانتقال من اجتماع تاريخي تقليدي قديم الى اجتماع الدولة الحديثة في ظل السيطرات الأجنبية والغربية منها بصورة خاصة ، والثالث , المأزق الوظيفي للدولة وتعثرها في معالجة مشكلات عديدة مثل الهوية الوطنية والديمقراطية والأقليات وسواها ، والرابع , مظاهر الانكشاف الاستراتيجي للدولة التي برزت بوضوح مع دخولها القرن الحالي – القرن الحادي والعشرين , على غير صعيد سكاني وغذائي واقتصادي ومالي ومعرفي واجتماعي وسياسي الخ ، والخامس , يقدّم رؤية لمستقبل الدولة في الوطن العربي للخروج من مأزقها وتعثرها , وإعادة صياغة الدولة من جديد من حيث الأداء والوظيفة .
وتهدف الورشة الى وضع الدولة العربية الحديثة امام ثنائية التحدي والاستجابة , فهي تواجه جملة من التحديات الضاغطة , الأمر الذي يفرض عليها إظهار استجابة كافية للتغلب عليها وتجاوزها . أما الاستجابة المطلوبة فتكون في التالي : قيام دولة الحرية والمساواة والمواطنة ، و عقد اجتماعي جديد بين مجتمع الدولة والسلطة الحاكمة لها ، و التخلص النهائي من الدولة التسلطية المغانمية , والعبور الى الدولة المدنية الديمقراطية .