رسالة ماجستير في قسم التاريخ، كلية التربية للعلوم الإنسانية جامعة البصرة- عنوان الرسالة (مجلة الجهاد، اتجاهها، موضوعاتها، ١٩٨٠_١٩٨١ دراسة تاريخية)

رسالة ماجستير في قسم التاريخ، كلية التربية للعلوم الإنسانية جامعة البصرة- عنوان الرسالة (مجلة الجهاد، اتجاهها، موضوعاتها، ١٩٨٠_١٩٨١ دراسة تاريخية) للطالب (سجاد جبار طعمه الحيدري) تناولت الرسالة دراسة إحدى أهم الواجهات الإعلامية والسياسية والثقافية وهي مجلة الجهاد التي صدرت اعدادها الأولى والاساسية ما بين عامي (١٩٨٠_١٩٨١) بواقع ستة عشر عدداً لخصت لفكر حزب الدعوة الإسلامية العراقي ومعاناتهِ آنذاك وكشفت عمّا كان يحدث في الداخل العراقي كما أنها رصدت الواقع الإسلامي والعربي والعالمي من وجهة نظر المحلل السياسي العراقي ومن وجهة نظر من كان يعتنق ايديولوجيا إسلامية لها جذور ومؤسسين ومفكرين، ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة وهي (مجلة الجهاد اتجاهها وموضوعاتها ١٩٨٠ _١٩٨١ دراسة تاريخية)، والجانب الآخر هو أن أعداد هذه المجلة تُعد نادرة وفيها مادة ومعلومات عن نشاط المعارضة العراقية ودورها السياسي واطروحاتها الفكرية وآرائها ومواقفها، وبذا فهي تشكل جزءً من تاريخ الفكر السياسي العراقي المعاص، ولذا تضمن العنوان تاريخاً محدداً وهو السنة التي صدرت فيها المجلة مع الأخذ بجذور الأحداث التي اهتمت بها المقالات والدراسات في المجلة اي ان كتابها لم يقتصروا على الأحداث التي وقعت في أثناء صدور المجلة بحيث أعطوا للقارئ خلفيات تاريخية وسياسية عما كان يحدث وما زال مستمراً أثناء صدور المجلة.

وتكونت الرسالة من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، الأول وهو التمهيدي جاء تحت عنوان (صدور مجلة الجهاد) والذي انقسم على اربعة مباحث، كان الأول عن اتجاه مجلة الجهاد الذي من خلاله بين الجهة المسؤولة عن صدور المجلة، وجاء المبحث الثاني تحت عنوان صدور المجلة الذي تتبع فيه الباحث تاريخ الصدور ومكانه وكيف تم ذلك، ثم جاء المبحث الثالث تحت عنوان أبواب المجلة وموضوعاتها، ليوضح عدد الابواب واسماءها وكيف تطورت، ثم يكشف عن ما تناولته المجلة من موضوعات، وكان المبحث الرابع عن حياة مؤسسي المجلة وابرز كتابها ليعرف الشخصيات المسؤولة عن تأسيس المجلة واصدارها.

اما الفصل الثاني المعنون (قضايا العراق في مجلة الجهاد) فقد اهتم مبحثهُ الأول برؤية مجلة الجهاد لنشاط القوى والأحزاب السياسية في العراق، وكان الثاني عن قراءة مجلة الجهاد للأوضاع السياسية المختلفة في العراق اما المبحث الثالث فقد سلط الضوء على رصد مجلة الجهاد لحملات التهجير القسرية التي جرت على العراقيين من النظام العراقي وتداعياتها، بينما جاء المبحث الرابع ليتناول تداعيات اندلاع الحرب العراقية_الإيرانية وكيف تتبعتها المجلة ورصدت اخبارها، اما المبحث الخامس والأخير فتناول قراءة مجلة الجهاد لموقف العراق من اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و(اسرائيل).

بينما ركز الفصل الثالث المعنون (موقف مجلة الجهاد من القضايا العربية والإسلامية) على دراسة موقف المجلة من ابرز القضايا العربية والإسلامية فقد تناول في المبحث الاول قراءة مجلة الجهاد لأسباب الحرب الأهلية في لبنان وتداعياتها، وتطرق الى موقف مجلة الجهاد من التطورات السياسية في إيران ذلك في المبحث الثاني، وجاء المبحث الثالث ليوضح موقف مجلة الجهاد من التطورات السياسية في أفغانستان أثر الاجتياح السوفيتي، واهتم المبحث الرابع باضطهاد المسلمين في الهند الذي تتبعته المجلة.

اما الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان (موقف مجلة الجهاد من القضايا العالمية)، فقد سلط المبحث الأول منه الضوء على قراءة مجلة الجهاد لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية العالمية، ودرس المبحث الثاني رؤية مجلة الجهاد لحسابات التفوق بين حلفي وارسو وشمال الأطلسي، وبحث المبحث الثالث في الأحداث السياسية في أوربا، كما رصدتها المجلة والتفسيرات التي قدمها كتابها مثل احداث يوغسلافيا وتطوراتها، واضرابات العمال في بولندا وكذلك الانتخابات الفرنسية، وفي المبحث الرابع تناول الباحث قراءة مجلة الجهاد للنزاعات الحدودية في جنوب شرق آسيا، وجاء المبحث الخامس والاخير ليتناول رأي مجلة الجهاد بخلفيات الصراع السياسي الداخلي في الصين ونتائجه.

استنتجت الرسالة إن فكرة تأسيس مجلة الجهاد انطلقت من مجموعة كانت تُّعد من الكادر المتقدم في حزب الدعوة الإسلامية في العراق واعني منهم المثقفون واصحاب الرأي الذين استطاعوا بعد نجاح الثورة الإيرانية في إيران عام ١٩٧٩ من ان يتجمعوا وينسقوا خطواتهم ليتحولوا إلى معارضة اتبعت النهجين، الأول الإعلامي والثقافي، والثاني اتجه اتجاهاً عسكرياً معارضاً للنظام، وقد وقع الاختيار على تأسيس مجلة تحت عنوان (مجلة الجهاد) لتكون حاضنة للفكر المعارض وكذلك لفكر الدعوة الإسلامية كما عبر عنه كُتابها، ولتكون ناقدة لكشف الوضع في العراق ولتقدم مجموعة تحليلات وتفسيرات لوضع المنطقة العربية والإسلامية عموماً فضلاً عن الوضع العالمي لاسيما بعد اندلاع الحرب العراقية_الإيرانية وبذا تكون واجهة ثقافية قدمت للدارس والباحث الأكاديمي مادة عن طبيعة طروحات تلك المرحلة السياسية