أطروحة دكتوراه في قسم التاريخ جامعة البصرة سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه البرازيل أبان الحكم العسكري (1964 – 1985)

أطروحة دكتوراه في قسم التاريخ كلية التربية للعلوم الإنسانية جامعة البصرة- عنوان الأطروحة سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه البرازيل أبان الحكم العسكري (1964 – 1985) للطالبة (أمل محمد عبدالله)

تناولت الأطروحة ...( دراسة سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه البرازيل أبان الحكم العسكري أثناء المدة (1964 – 1985) وما يتعلق بها من ملفات داخلية وخارجية تخص الشأن البرازيلي , وقد تكونت الدراسة من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة, تتبع الفصل الأول سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه البرازيل من الحرب العالمية الأولى حتى قيام الحكم العسكري فيها (1914-1964)، وناقش الفصل الثاني قيام الحكم العسكري في البرازيل وموقف الولايات المتحدة الأميركية منه (1964-1969), وخصص الفصل الثالث لدراسة التعاون الأميركي – البرازيلي الداخلي والخارجي ابان حكومة إميليو غاراستازو ميديتشي (1970-1973)، وبحث الفصل الرابع والأخير أثر التغيرات الرئاسية في البيت الأبيض على سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه البرازيل (1974-1985).

وتهدف الأطروحة هذه لدراسة ومتابعة وتحليل الشواخص الأساسية في سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه البرازيل ابان سنوات الحكم العسكري لها، إذ حاولت الباحثة أن تبين مسوغات اهتمام الولايات المتحدة الأميركية بالتطورات السياسية في البرازيل 1946-1964, ومدى تأثير الحرب الباردة واستراتيجية الاحتواء على إدارة الرئيس كينيدي واضطلاعها بالتخطيط لانقلاب عسكري للإطاحة بالحكم المدني، ودور إدارة خلفه جونسون في الانقلاب, ودور الولايات المتحدة الأميركية في أسناد ودعم النظام العسكري، وكيف ذللت بمساعداتها المشاكل والازمات التي عصفت بذلك النظام عند أنشاؤه, ودعم الحكومات العسكرية البرازيلية المتعاقبة السياسات والقرارات الأميركية في نصف الكرة الغربي , والتعاون الأميركي – البرازيلي على المستوى الإقليمي دور في التصدي للتحولات الايديولوجية في بعض دول أميركا اللاتينية , وموقف الولايات المتحدة الأميركية من مساعي البرازيل للوصول الى مصاف القوى العظمى , وأثر التغيرات في الإدارات الأميركية المتعاقبة على سياستها تجاه البرازيل, ومدى تأثير القضايا الاقتصادية على السياسة الأميركية تجاه البرازيل.

واستنتجت الأطروحة أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه البرازيل، تنوعت بما حوته من أساليب التدخل لإسقاط حكومة جواو غولارت عام 1964، والاعتراف الدبلوماسي بحكم العسكر (حكومة هامبيرتو كاستيلو برانكو) وما تلاها من حكومات ثم التأييد, وتقديم الدعم لها من خلال المساعدات الاقتصادية والمشاريع التنموية والاستثمارية عن طريق الوكالات الأميركية، كان لها غاية واحدة لا ثانِ لها, الا وهي توطيد أركان الحكم العسكري في البرازيل, وجعلهُ أكثر مقبولية بين أنظمة الحكم القائمة في دول أميركا اللاتينية. واتضح من الدراسة أن البرازيل والنظام العسكري فيها كان له الدور الفاعل والمؤثر في دعم وأسناد جهود الولايات المتحدة الأميركية في التصدي للمد الشيوعي في أميركا اللاتينية, عبر التدخل السياسي لمنع التحول الايديولوجي في هذا البلد، أو التدخل العسكري لإسقاط النظام اليساري (الشيوعي) في بلد آخر. وأيقنت الدراسة أنه وعلى الرغم من المساعدات الأميركية المهولة للنظام العسكري، الا أن الأخير فشل في حل مشاكل البلاد الاقتصادية (التضخم الاقتصادي) وغيرها من الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالبرازيل على مدار عقدين من حكمه، كما أنه لم يفلح في تحقيق المقبولية والاستقطاب السياسي من القوى المدنية بسبب ممارساته القمعية التي كانت وسيلة قياداته في حفظ النظام بسبب افتقارها للحنكة السياسية، ومثلما كانت الولايات المتحدة سبباً في إيجاده بمساعداتها كانت هي سبباً في انهياره وزواله بكشفها ممارساته القمعية والانتهاكات لحقوق الانسان فاسحةً المجال بذلك للقوى المدنية الديمقراطية باستعادة النظام عبر أضفاء الطابع المدني المؤسساتي عام 1985.