أطروحة دكتوراه في جامعة البصرة تناقش : وفيات الخلفاء العباسيين، دراسة تاريخية ،(136-656ه/753-1258م)

أطروحة دكتوراه في جامعة البصرة تناقش : وفيات الخلفاء العباسيين، دراسة تاريخية ،(136-656ه/753-1258م)

أطروحة دكتوراه في قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية ، جامعة البصرة بعنوان : وفيات الخلفاء العباسيين، دراسة تاريخية ، (136-656ه/753-1258م) للطالب سعدي عبد الرحيم مانع

تناولت الأطروحة حوادث وفيات الخلفاء العباسيين وأسبابها وطرقها والظروف والملابسات التي أحيطت بها ، بدءاً بوفاة الخليفة العباسي الأول عبد الله بن محمد المعروف بالسفاح سنة 136ه/ 753م، وحتى نهاية الدولة العباسية في بغداد، بمقتل آخر خليفة عباسي عبد الله بن المستنصر الملقب بالمستعصم بالله سنة 656ه/ 1258م 0

وقد تكونت الدراسة من مقدمة وخمسة فصول مع خاتمة ، جاء الفصل الأول بعنوان جدلية الخلافة العباسية ، وتمثل نقاط الخلاف بين المؤرخين حول بعض المواضيع المتعلقة بالدولة العباسية مثل الأحاديث الواردة في الخلافة العباسية ونظرية الخلافة العباسية وعدد الخلفاء العباسيين ، في حين تناول الفصل الثاني الأمراض وأثرها في وفيات الخلفاء العباسيين وتناول الفصل الثالث حوادث مقتل الخلفاء العباسيين وطرقها وأسبابها، في حين تناول الفصل الرابع وصايا الخلفاء العباسيين، وكيفية التعامل مع جثامين الخلفاء من غسل وتكفين ودفن مع التعرض لأماكن قبور الخلفاء ، في حين تناول الفصل الخامس الواعظ والاعتبار في وفيات الخلفاء العباسيين 0

وتهدف الأطروحة إلى كشف ملابسات حوادث الخلفاء العباسيين، ومناقشة الروايات التي تناولت تلك الحوادث ، وأثرها في السياسة الداخلية والخارجية للدولة العباسية كونها لا تمثل نهاية حياة شخص فحسب، بل تمثل نهاية حقبة سياسة، والدخول في حقبة جديدة، تختلف بسياستها وعلاقاتها الداخلية والخارجية، وما يتلوا ذلك من صراع وتنافس على السلطة0

وقد توصلت الدراسة الى جملة من النتائج المهمة التي تتعلق بهذا الجانب ، منها أثر الأمراض والأوبئة التي اجتاحت العالم الاسلامي خلال حكم الدولة العباسية عبر تاريخها الطويل، والتي فتكت بحياة عدد كبير من الناس خلال تلك الحقبة ،ولم يكن الخلفاء العباسيون بمنأى من هذه الموجات ، والتي شكلت تهديداً لحياة الخلفاء ، فتوفي العديد منهم بسببها ، وفي أعمار مختلفة وكان معظمهم في سن الشباب، ومن جانب آخر فقد جرت على بعض الخلفاء سنة الموت باعتبارها من السنن الفسيولوجية الثابتة ، فلم تخبرنا المصادر بتعرضهم لأي حادث أو عارض، وإنما ذكرت وفاتهم فحسب، مع ذكر مكان وتاريخ وفاتهم، مما يرجح بشكل كبير جداً بأن وفاتهم كانت أما بسبب الشيخوخة، أو بسبب مرض مفاجئ لم يكن يعرف آنذاك ، في حين شهدت الدولة العباسية عبر تأريخها الطويل، العديد من حالات الاغتيال والقتل التي طالت الخلفاء العباسيين، وأودت بحياتهم، وقد تعددت وتنوعت أسباب وأساليب القتل ، باختلاف المصالح والمقاصد بين المتنافسين، واختلاف الظروف المحيطة بالخلفاء 0

وفيما يتعلق بقبور الخلفاء العباسيين فقد تناثرت حسب الأماكن التي توفوا فيها، ويقع بعضها في مسافات بعيدة عن عاصمة الدولة العباسية سواء في بغداد أو سامراء، وغيرها من البقاع ، ولم يعرف للخلفاء مقبرة خاصة إلا في زمن الخليفة الراضي (323 – 329 ه/ 934 – 940 م)، وهي المقبرة المعروفة بترب الخلفاء ،وتقع في جانب الرصافة جنوب مشهد أبي حنيفة في جانب نهر دجلة، وقد بقيت هذه المقبرة حتى غزو المغول لبغداد سنة( 656ه/1258م) ، حينما تحدثت الروايات عن تخريب المقبرة وحرقها، ولم يشر أي من المؤرخين ممن عاصروا تلك الفترة على وجودها ،أو يقدمون دليلاً على وجودها بعد هذا التأريخ