رسالة ماجستير في جامعة البصرة تبحث (سياسة الحكومة السوفيتية اٌتجاه اليهود الأوكرانيين وأثرها في هجراتهم إلى إسرائيل 1944-1975). 

رسالة ماجستير في جامعة البصرة تبحث (سياسة الحكومة السوفيتية اٌتجاه اليهود الأوكرانيين وأثرها في هجراتهم إلى إسرائيل 1944-1975). 
بحثت رسالة ماجستير في قسم التاريخ / كلية التربية للعلوم الانسانية - جامعة البصرة (سياسة الحكومة السوفيتية اٌتجاه اليهود الأوكرانيين وأثرها في هجراتهم إلى إسرائيل 1944 -1975 ) للطالبة (آمال ماجد خلف). 
وتناولت الرسالة دراسة تاريخ اليهود في اوكرانيا الذي يعود إلى أكثر من ألف عام، إذ ظهرت المجتمعات اليهودية في الأراضي الأوكرانية منذ أواخر القرن التاسع الميلادي، لذا شكلوا أكبر أقلية قياساً بباقي الأقليات والاثنيات التي ظهرت على أراضي الاتحاد السوفيتي. ونتيجة لما تعرضوا إليه من عمليات الاضطهاد في تلك المناطق، تولدت لديهم رغبة كبيرة في الهجرة، وتأسيس دولة خاصة بهم، إذ أصبح لهم ثقل سياسي في أواسط أوروبا الشرقية، ومارسوا دوراً مهماً في صنع الأحداث السياسية الدولية، حتى أنهم أدّوا دوراً حيوياً في صنع الكيان الصهيوني، وتسنموا مناصب عليا في الدولة، وظهر منهم عدد من الرجال الذين قادوا فيما بعد "دولة إسرائيل". 
    وركزت هذهِ الدراسة ايضاً على فهم مدى تأثير الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية في وقوفها إلى جانب الحركة الصهيونية للضغط على الحكومة السوفيتية في فتح أبوابها للهجرة إلى "إسرائيل". الامر الذي أدى لإحياء المشاعر القومية لدى اليهود الاوكرانيين، وظهور المنظمات الصهيونية منذ مدة مبكرة على أراضيها وتشجيعهم للهجرة عبر اتخاذ وسائل مناهضة ضد الحكومة السوفيتية. وبعد أن شعرت الحكومة السوفيتية بخطرهم أخذت تتحين الفرص لتحجيمهم والحد من تأثيرهم. نتيجة للمتغيرات الدولية الكبيرة في العلاقات الدولية بين القطبين الأمريكي - السوفيتي ، وما أّل إليهِ التنافس بينهما من ظهور ما عرف (بالحرب الباردة).  
وتضمن الرسالة مقدمة وتلاها تمهيد ، وثلاثة فصول ، وتضمن التمهيد، نبذة تاريخية حول أصول اليهود الأوكرانيين والسياسة السوفيتية اتجاههم (1917-1944).  وجاء الفصل الأول بعنوان سياسة الحكومة السوفيتية تجاه اليهود الأوكرانيين واثرها في تنامي مشاعرهم القومية وهجراتهم إلى "إسرائيل" تموز ١٩٤٤- آذار  ١٩٥٣. ويليه الفصل الثاني بعنوان، سياسة الحكومة السوفيتية الجديدة اٌتجاه الدعاية الإسرائيلية- والصهيونية واتصالاتهم باليهود الأوكرانيين ومعابدهم من (آذار 1953- إلى تشرين الأول 1964). ثم الفصل الثالث ،الضغوط  الإسرائيلية والصهيونية الدولية وأثرها في السياسة السوفيتية اٌتجاه هجرة اليهود الأوكرانيين إلى "إسرائيل" تشرين الأول 1964-آب 1975، وأخير الخاتمة وأهم النتائج ،والملاحق، فقائمة المصادر. 
    واستنتجت الرسالة أن الحكومة السوفيتية أدركت منذ مدة مبكرة من حكمها أن الأيديولوجية الشيوعية لا يمكنها أن تحول من دون تنامي الوعي القومي عند اليهود الأوكرانيين ، لاسيما أن الدين اليهودي يقوم على فكرة قومية بحتة ( أن اليهود شعب الله المختار )، وهو ما يتناقض مع الأيديولوجية الشيوعية التي ترفض فكرة القومية ، وتتبنى أيديولوجية احتوائية ، وتلغي فكرة الدولة القومية ولا تعترف بالحدود . وتبين أن قرار الحكومة السوفيتية بالاعتراف بها إسرائيل " في عام 1948 لم ينه المشكلة اليهودية في أوكرانيا ، بل فاقمها ، إذ إن إيجاد كيان جديد لليهود حرك المشاعر القومية لديهم ، وأخذوا يطالبون حكومتهم بمنحهم حق الهجرة إلى إسرائيل ، لذا وجدت المنظمات الإسرائيلية والصهيونية في أوكرانيا بيئة خصبة لكسب مشاعر اليهود فيها ، مستغلة ظروفهم المعيشية، وتذمرهم ، وشرع اليهود الأوكرانيون من جانبهم بإجراء اتصالات مع الحكومات الغربية، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، لممارسة ضغوطها على الحكومة السوفيتية لمنحهم الحق في الهجرة إلى " إسرائيل " .