أطروحة دكتوراه في جامعة البصرة تناقش خاتمةُ القصيدةِ الأندلُسية في دواوين شعراءِ عهد بني الأحمرِ " دراسة تحليلية "

     أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية/ جامعة البصرة -قسم اللغة العربية- خاتمةُ القصيدةِ الأندلُسية في دواوين شعراءِ عهد بني الأحمرِ " دراسة تحليلية "- للطالب كريم قاسم جابر الربيعي.

     تناولت الأطروحة خاتمة القصيدة الأندلُسية في دواوين شعراء عهد بني الأحمر بوصفِها مِنَ الموضوعاتِ المهمةِ التي تستحقُ البحث، عبر بيان أنواعها وعلاقتها بالأجزاء الأُخرى للقصيدة، والوقوف على أهم التحولات في الموضوعات المستحدثة، وكذلك زمكانية الخاتمة، ثم التشكيل الفني لها، وتتبنى هذه الدراسةُ المنهجَ التحليلي، الَّذي يكشف لنا عن امكانيات الشعراء في عهد بني الأحمرِ في هذا الجزء الأخير مِنَ القصيدة، في بثِّ تجاربهم الشعرية والتأثير في مُتلقيهم.

     وتهدف الأطروحة إلى محاولة استكشاف حدود الخاتمة، ومنحها المزيد مِنَ العناية اللائقة بها، وإلقاء الضوء عليها، وبيان موقعها في الشعر الأندلُسي عبرَ مناقشة الآراء السابقة حولها وتحليلها، وأَنْ نكشفَ اللثام عن هذا الجزء المهم مِنْ أجزاء بناء القصيدة، وكذلك الكشف عن أنماطها وأنواعها وعلاقتها بالموضوع الرئيس للقصيدة، وكذلك التعريف بأهميتها مِنْ موضوعٍ إلى آخر، وأثرها الفاعل في العمل الأدبي.

     واستنتجت الأطروحة أنَّ الخاتمةَ حظيت بعنايةِ النقاد والأدباء الأندلُسيين؛ لأَنَّها قاعدة القصيدة وآخر الأبيات التي تُنبهُ على انتهائِها، ولأَنَّها أقرب إلى السمع، وآخر ما يَعْلَقُ في الذاكرة، فوجب أَنْ تكون مُحكمةً، بعيدة عن التَّكلُّفِ والغموض والتعقيد، وأَنْ تُناسبَ الموضوع الَّذي جاءت فيه، وقد بدا واضحاً أَنَّ شعراءَ عهد بني الأحمرِ قد سايروا مَنْ سبقهم مِنَ الشعراءِ، فكانت نتيجةُ ذلك بروزَ نوعين مِنَ الخاتمة في شعرِهم، الخاتمة المغلقة، والخاتمة المفتوحة، وأَنَّ الخاتمةَ في دواوين عهد بني الأحمرِ أخذت بالتَّحوُّلِ مِنْ حالٍ إلى حال، ومِنْ شكلٍ إلى آخر، حسبما يقتضيه الموقف، وحسبما تقتضيه الحاجة لذلك، وجاء هذا التَّحوُّلُ على أنواع: أوَّلُها، التحوُّلُ المضموني الَّذي وظَّفه شعراء الدراسةِ ليواكبَ معطياتِهم التجديديةَ والإبداعيةَ التي استحدثوها في شعرهم، وثانيها، زمكانية الخاتمة مِنْ ناحيتي الانفتاح والانغلاق، أمَّا الزمان فتحوُّل الخاتمة مِنْ مغلقة إلى مفتوحة يُعطي الخاتمة صفةَ الانفتاح للزمن، وهذا يعني انفتاح الزمن للمتلقي عَبْرَ الخاتمة، وتحوُّل الخاتمة مِنْ مفتوحة إلى مغلقة يُعطي صفة تحديد الزمن، وهذا يعني انغلاق الزمن للمتلقي، أمَّا المكان فقد شَهِدَت الخاتمة تحوُّلاً مكانياً عن طريق التكرار في مطلع القصيدة وخاتمتها، فالشاعرُ يكرِّرُ سطراً أو كلمة يُريدُ عَبرَها أَنْ يقولَ: ختمتُ القصيدة، وثالثها، أنَّها تحولت مِنْ مجرد مضامين محددة توحي بانتهاءِ القصيدة في بيتٍ أو بيتين، لِتُصبِحَ ظاهرةً تَشغَلُ عدداً كبيراً مِنَ الأبيات، ويمكن أَنْ يُشَكِّلَ هذا العدد قصيدة قائمة بذاتها أحياناً، وهذا ما نُلاحِظُهُ في ظاهرة الفخر الفنِّي، وكذلك بروز نوع جديد مِنَ الخاتمة نشأ مِنْ التلازم والتداخل بين خاتمتي الفخر الفنِّي والدعاء، وَسَمَهُ الباحث بـ(الخاتمة المزدوجة) التي تجمعُ نوعين مِنَ الخاتمة يصعُبُ افتراقهما، ويبدو لنا أَنَّ المسوِّغَ لهذا التلازُم هو رغبة الشاعر في منح الممدوح حضوراً في مضامين خاتمته بالدعاء له.

     واوصت الأطروحة بالتأكيد على دراسة الخاتمة عبر العهود الباقية في العصر الأندلسي لما لها مِنْ أهمية في إغناء الدرس الأندلسي، لاسيما عهد المرابطين والموحدين لقربه من عهد بني الأحمر.