رسالة ماجستير في جامعة البصرة تناقش (بلاغةُ الجمهور في النصّ التراثيّ، كتابُ الأغاني أنموذجاً)

 

بحثت رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية / كلية التربية للعلوم الإنسانية / جامعة البصرة (بلاغةُ الجمهور في النصّ التراثيّ، كتابُ الأغاني أنموذجاً) للطالبة (ميس فرات محمّد).

 

جاءت فكرة اختيار موضوع الدراسة الموسومة (بلاغة الجمهور في النصّ التراثي، كتاب الأغاني أنموذجاً) في محاولةٍ للوصول إلى إمكانية تطبيق بلاغة الجمهور على النصوص التراثيّة بعد أن ثبت نجاح التجربة مع النصوص الحديثة. والكتاب الذي اخترناه هو كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني (ت٣٥٦هـ) الذي يعدّ من أغنى الموسوعات الأدبيّة التي يمكن أن نستخرج منها استجابات جيّدة للجمهور، حيث أنّ نصوص هذا الكنز التراثي كانت تلقى أو تُنشد أمام جمهور مختلف، وهذا الجمهور كان في كثير من الأحيان له صوتٌ وصدًى مؤثّر، ولهذا الصوت دورٌ مهمٌّ في إحداث التغيير، وجلب النفع، أو دفع الضرر، أو إقامة أمر ما، أو هدمه، وله أهميّة كبيرة في إحداث التأثير والتأثّر. والمنهج الوصفيّ التحليليّ هو منهج البحث المعتمد في الدراسة.

وقد اقتضت المادة وطبيعة الدراسة أن تقسّم على ثلاثة فصول يسبقها تمهيد يبيّن المراحل التي مرّت بها البلاغة من اهتمامها بالمُخاطَب إلى توجيه عنايتها بالجمهور، وكان عنوان الفصل الأول: جمهور كتاب الأغاني وأنواعه، والفصل الثاني: استجابات الجمهور، مفهومها، وأنواعها، والفصل الثالث: المستويات التفاعليّة لاستجابات الجمهور. وخُتِمت الدراسة بأهمّ النتائج التي توصلت إليها.

واستنتجت الدراسة: أنّ بطون النصوص التراثيّة تحفل بوجود استجابات جيّدة للجمهور الذي لم يُعطَ حقّه إلى الآن؛ لانعدام الدراسات التي تبحث في هذا الأمر، وأنّ الجمهور على مختلف أنواعه ليس مجرّد مجموعة من الأفراد يتجمّعون في مكانٍ واحد فحسب، وإنّما يمكن أن يشكّل كلّ فرد من الجمهور قوّةٍ فكريّةٍ وثقافيّةٍ تقف في وجه من يحاول التسلّط عليها جسديّاً، أو عقليّاً، وفكريّاً.