أطروحة دكتوراه في جامعة البصرة تناقش((كتاب التيجان لوهب بن منبه – دراسة في الوظائف والعلامات))



  أطروحة دكتوراه في قسم اللغة العربية / كلية التربية للعلوم الإنسانية/ جامعة البصرة – ((كتاب التيجان لوهب بن منبه – دراسة في الوظائف والعلامات)) للطالب احمد قاسم حميد

تناولت الأطروحة أسئلة تكشف عن مدى فاعلية الخبر والخطابات التي سيشكلها بإعادة أنتاج نصوصٍ طرأت عليها مجموعة من التغيرات، عبر حركتها في مسار تاريخي، من إطارها الشفاهي إلى المدون المكتوب. وكيف أثَّر  في شكل صياغة ذلك الموروث المنتج من خلالها. وتهدف الأطروحة الى الكشف عن أخبار أنموذجية من كتاب التيجان، عبر توسل المنهج السيميائي تحديداً واستعمال البرنامج السردي في تحديد مسارات تحول الشخصية من وضعها الاجتماعي إلى الفاعلي ومن ثم العاملي لتتحقق الوظيفة المركزية فيها.
واستنتجت الأطروحة أن  التعامل مع المرويات والأخبار المدونةً، بوصفها عاملاً مهدداً لنظرية المعرفة الطارئة على الوعي العربي، التي منحته الهوية العربية الإسلامية، وهي هوية مركبة من عامل الانتماء والدين، وهذا ما شكل جانباً قلقاً ونقطة ضعف في جسد تلك الهوية الطارئة نسبياً في ذاك الوقت. وعلى الرغم من إعادة تدوين وتشكيل الموروث العربي ضمن إطار خطاب كتابي، وتقديم شكل جديد عبر صوغ ذاك الموروث في أنظمة تأليفية (الكتب والمخطوطات) نجد عدم غياب آليات الشفاهية وأدواتها في العملية التدوينية؟ بسبب احتفاظ فعل الإخبار بفاعليته وهويته، كونه أجراءً شفاهياً قائماً على ثنائية(الروي/السماع). واختزاله  لتلك المرويات بوصفه وظيفةً مركزيةً توفرت على آليات تعبيرية حافظت على فاعليتها حتى بعد تحولها إلى الكتابية. و حضور فعلي الرواية والتدوين وتداخلهما في العصر نفسه في عملية التدوين.وإن الوصف الدقيق لعملية تدوين التراث العربي التي حدثت في منتصف القرن الثاني الهجري؛ هو تحويل النصوص الشفاهية إلى نصوص مكتوبة،  من خلال نظام تدويني غير مستقر وواضح المعالم، لعدم توفره على آليات إجرائية محايدة ووعيٍ مدوِّن ناضج ومتكامل يعبر عن الهوية الحقيقية للمجتمع العربي قبل الإسلام ، وإن الخبر هو الشفرة وبطاقة المرور لدخول المتخيل وتسربه إلى الوعي المعرفي الكتابي، على الرغم من أن الصدق التاريخي هو ما هدفت إليه العملية التدوينية، بإعادة إنتاجها لنصوص دينية مركزية، التي عبرت فيما بعد عن مفهوم الهوية العربية الإسلامية، جنَّب استغناء الخبر المتخيل عن ألية الإسناد بنيةَ النص الخبري المتخيل الجنوح نحو الباروديا الساخرة، ومعلناً نفسه بنية سردية مستقلة بذاتها لا تشترك مع الخبر التاريخي إلا بوصفه موروثاً تاريخياً. حضور الانسجام بين التركيب النحوي والدلالي في نص العنوان، ومنحه دلالات أكسبته هويته المستقلة وشعريته الخاصة،.  فيعد عنوان (التيجان في ملوك حمير) بنية لغوية توفرت على معايير نحو النص، واشتركت مع نصوص الكتاب الأخرى في العلاقات التركيبية والدلالية، عبر مفهوم البنية الكبرى. وكونه جملة ذات معيار نحوي , ونص بمعايير متعددة.  فعملية الوصول الى المعنى في نص العنوان لا يمكن تحققها في المظهر التأويلي إلا من طريق توفر علاقات لغوية دلالية تأويلية(تناصية) بين بنية العنوان وموضوعه، في مقابل عدم توفره في عنوان ابن منبه المفترض بوصفه بنية مرجعية وفضاءً دلالياً مجرداً،  إذ خضع  كتاب التيجان إلى نظام تدويني قائم على مجموعة من البنيات النصية بوصفه مُخرجاً لنظام عملية تدوين التراث العرَبِّي الاسلامي.