رئيس قسم علوم القران في كلية التربية للعلوم الانسانية يوجه كلمة بمناسبة يوم العلم
تاريخ النشر : 2021-01-24 09:32:50
عدد المشاهدات : 48
رئيس قسم علوم القران في كلية التربية للعلوم الانسانية يوجه كلمة بمناسبة يوم العلم
(في يوم العلم )
ظواهر إيجابية معروفة بين الأمم اعتادت عليها بل جعلتها أساسَ وجودها وعزّتها بين الأمم وهي تكريم العلماء وتبجيل الرموز والاحتفاء بالعلم وإقامة المهرجانات والمؤتمرات والمسابقات العلمية، وقد انتشر هذا العرف حتى أصبح عالمياً فتشكّلت مؤسسات ضخمة للاحتفاء بالعلم والعلماء ورصد الجوائز الكبيرة في سبيل تعزيز هذا الهدف، ولم تبرز هذه الأعراف اعتباطاً ولم تشجّع الأممُ ذلك عفواً وإنما كان ذلك لعظيم أثر العلم في رقيّ الحضارة وتقدّم المجتمعات وحل المشكلات وتجاوز العقبات والمعضلات الحياتية وتسهيل سبل العيش. يكفي العلمَ فخراً أن القرآن الكريم - أقدس كتاب عند المسلمين - استهل نزوله مقسماً بالقلم والكتاب عندما قال: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ وقال في سورة أخرى: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾، وما ذاك إلا لعظيم أثرهما في نشر العلم والتعليم وقيام الحضارات الإنسانية على مر التأريخ. ولم يهب الله سبحانه وتعالى هذه النعمة إلا بشروط؛ فجعل العمل والجد والاجتهاد شروطاً في تحصيله وأسباباً في الوصول إليه، كما أن اللياقة الأخلاقية كذلك لها دور كبير في تنميته وزكاته. ما أعظم دور العلم عندما جعله الله سبحانه وتعالى تكريماً لأنبيائه وجائزة لإحسانهم فهذا يوسف الصديق "عليه السلام" حينما وصفه الله تعالى قال: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾. وفي موسى "عليه السلام": ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾. فما أحرانا أن نتعلّمَ من القرآن تعظيم العلم وتكريم العلماء وإشاعة ثقافة العلم والتعليم والتعلّم في المجتمع بإقامة المؤتمرات العلمية والمهرجانات الثقافية والمسابقات ونشر وسائل العلم كالكتاب والبرامج والسفرات العلمية تأسّياً بقوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾.