البصرة تناقش( التفكير التحليلي والتحيزات الذاتية وعلاقتهما بالاستيعاب الموقفي لدى طلبة الإرشاد النفسي)
ناقشت حلقة نقاشية في قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة البصرة ( التفكير التحليلي والتحيزات الذاتية وعلاقتهما بالاستيعاب الموقفي لدى طلبة الإرشاد النفسي)
وتناولت الباحثة ( نجوم عاشور جاسم ) التحيزات الذاتية لتشكيلها جانب مهم من حياة الفرد إذ تعد كالمؤشر لسلوك الإفراد في بعض الأحيان فعقل الإنسان يتعرض أحيانا للتحيز عند اتخاذه قرارات سريعة وميله نحو جمع معلومات سهلة وبدائية وبعيدة عن الواقع، وهذه التحيزات تنتج بشكل عام في حال وجود خيارين متنافسين غير متكافئين في قيمتها الانفعالية فقط, فيستخدم حينها الفرد العديد من الإجراءات والاستراتيجيات التوجيهية والاستدلالات (Heuristics) للتفاعل مع البيئة المحيطة به التي تمكنه من اكتساب المعرفة والتي تكون نافعة في بعض الأوقات, إلا أنها تكون عرضة للخطأ في أوقات أخرى, فعدم الاستدلال الصحيح هو نتيجة للتحيزات الذاتية التي تؤدي إلى أخطاء في عملية التفكير والنظر من زاوية واحده، وان الأفراد يسعون دائما إلى البحث عن أسباب لتبرير نجاحهم وفشلهم في بعض المواقف الحياتية أو عند التعرض إلى مشاكل الحياة اليومية ولقد كشفت الدراسات إلى وجود ميل عام لدى الأفراد إلى إن يعزو نجاحهم إلى أنفسهم أي إلى أسباب داخلية و يعزون فشلهم إلى متغيرات خارجية وان بعضهم يضخمون من أهمية الأسباب الداخلية لنجاحهم ويقللون من أهميتها في نجاح الآخرين وبالعكس بالنسبة إلى الفشل، فعندما نريد أن نتخذ قرارات معينة, أو وجهة نظر ما حول ما يحيط بنا, فإننا نحاول أن نكون موضوعيين وعقلانيين في عملية أدراك المعلومات وتقييمها، لكن في حقيقة الأمر أن أغلب قراراتنا وأحكامنا يعتريها الكثير من الأخطاء التي تتأثر بالتحيزات المختلفة على الرغم من كون الدماغ البشري مبدع وخلاق, لكن غالباً ما يخضع إلى قيود تمنعه من رؤية الأشياء بصورة محايدة. وهنا يأتي الاهتمام بالاستيعاب الموقفي لدوره الفاعل في فهم أساسيات المعرفة المترابطة بالموقف البيئي فالاستيعاب يساهم في الوصول إلى أفكار جديدة تكون أهميتها في أنها تعطي حلولاً وتهيئ فرصاً لحل المشكلات وتعبر عن إدراك الموقف بشكل صحيح من خلال السلوك. إلا أن درجة الاستيعاب للموقف تحددها المعرفة السابقة للمتعلم, فكلما كانت المعرفة السابقة للفرد أوسع, كان الاستيعاب أعمق, أي كلما امتلك الفرد معرفة سابقة واسعة زادت فرصة استيعابه للموقف لأن المعرفة التي يمتلكها تتيح له استيعاب المضمون بسهولة.)
وأوصت الباحثة بتقديم المساعدة الإرشادية لمن يحتاجها من الأفراد أو الجماعات لذا فان الإرشاد يهتم بدراسة قواعد التفكير وتحتاج عملية الإرشاد إلى دراسـة التفكير وقواعـده الأساسية، وذلك لحاجة التفكير للمسترشد للـتخلص من الأفكار غير المنطقية والمعتقدات الخاطئة. فامتلاك الفرد القدرة على التحليل تمكنه من الفحص الدقيق للأفكار والمواقف من خلال تجزئتها إلى مكوناتها الفرعية وإدراك العلاقات والارتباطات بين تلك المكونات, وبالتالي فهم أوضح لتلك المواقف، والعمل على تنظيمها في مرحلة لاحقة.)
ودار السمنار نخبة من أساتذة القسم وبحضور لفيف من طلبة الدراسات العليا ( الدكتوراه – الماجستير ) .