أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش ( تحليل جيوبوليتيكي للبعد الاقتصادي في سياستي الولايات المتحدة الأمريكية والصين )
تاريخ النشر : 2019-07-27 22:06:52
عدد المشاهدات : 254
تاريخ النشر : 2019-07-27 22:06:52
عدد المشاهدات : 254
أطروحة دكتوراه في قسم الجغرافية في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش (تحليل جيوبوليتيكي للبعد الاقتصادي في سياستي الولايات المتحدة الأمريكية والصين إزاء العراق) لطالب الدراسات العليا/احمد حسن مجهول
تناولت الاطروحة بالدراسة الأهمية الجيواقتصادية في العراق في الاستراتيجيتين الأمريكية والصينية، فضلاً عن تحليل دور الخصائص الجغرافية المؤثرة في سياسة الدولتين الخارجية إزاء العراق، كما ركزت الدراسة على مؤشرات التوجه الاقتصادي الامريكي والصيني إزاء العراق، وسلطت الضوء على محددات التوجه الاقتصادي الأمريكي والصيني إزاء العراق، كما إستعرضت المستقبل الجيوبوليتيكي للتوجه الاقتصادي الأمريكي والصين إزاء العراق .
وتلخصت أهداف الدراسة بالأتي :
1ـــ بيان أهمية العراق الجيواقتصادية في الاستراتيجيتين الأمريكية والصينية ضمن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والخليج العربي بالأخص .
2ـــ إبراز دور الخصائص الجغرافية في رسم السياسة الخارجية الأمريكية والصينية إزاء العراق، وتقيم ذلك الدور المتباين في القوة والتأثير من عامل لأخر .
3ـــ بيان أثر المتغيرات الاقتصادية الرئيسة في العراق مثل النفط والغاز الطبيعي والتبادل التجاري والاتفاقيات الدولية والمشاريع الاستثمارية المشتركة، على علاقاته السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة الامريكية والصين من جهة ، وعلى نمو وتطور الاقتصاد العراقي من جهة أخرى.
4ـــ رصد ومتابعة وتحليل أهمية وتأثير متغيري النفط والغاز الطبيعي على النمو الإقتصادي الأمريكي والصيني، وإنعكاسات ذلك على مكانة الدولتين العالمية .
5ـــ إعطاء صورة واضحة لمستقبل الدولتين الجيوبولتيكي في القرن الحادي والعشرين، فضلاً عن تحديد المنطقة الجغرافية للتحركات الجيوبولتيكية الأمريكية والصينية المستقبلية للحصول على موارد الطاقة، كذلك تسليط الضوء على طبيعة التنافس المستقبلي بين الدولتين، والوسائل والخيارات المتاحة والتي يرجح أن تستخدمها كليهما من أجل زيادة استثماراتهما الخارجية وتوسيع نطاق نفوذهما في المنطقة والعراق والعالم كله مستقبلاً .
فيما توصلت الدراسة الى جملة من الاستنتاجات يمكن تلخيصها بالاتي :
1ـــ إن الموقع الجغرافي المميز للعراق أعطاه أهمية جيوسيتراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والصين تفوق بقية العوامل الطبيعية الأخرى، إذ يشكل موقعه الذي يتوسط العالم عمق إستراتيجي للدولتين، مما جعل العراق يكون جداراً عازلاً يفصل بين مثلث القوى العالمي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين .
2ــــ يمتلك العراق احتياطات هائلة من النفط، جعلته محور أي سيناريو لأسعار النفط المنخفضة، لذلك سيكون أقل استجابة لتأثير تقلبات أسعار النفط العالمية، مما كرس حالة من التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في توجهاتهما الخارجية إزاء العراق للحصول على الإمتيازات .
3ــــ إن العمر الافتراضي للنفط العراقي يبلغ (320) عاماً، وهذا يعني ان النفط العراقي سيبقى لمدة تصل الى ثلاثة قرون وربع من الزمن، وهو يتفوق بذلك على السعودية، فيما يؤكد الخبراء الاستراتيجين في مجال الطاقة، أن العمر الافتراضي للاحتياطي النفطي العراقي يفوق هذه المدة الزمنية بكثير، وإن العراق يمتلك احتياطي نفطي لم يتم اكتشافه بعد يقدر بربع الاحتياطي النفطي العالمي، وهذا سيجعله الدولة الأهم في منظمة دول أوبك في المستقبل .
4ـــ يوجد غموض واضح في كثير من جوانب الاتفاقيات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، إذ لم تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ كثير من بنود هذه الاتفاقيات التي كان الهدف منها النهوض بالاقتصاد العراقي، كما لا يمكن إخلاء مسؤولية الصين من الدمار والتخريب الذي لحق بالعراق بعد عام 2003، فالصين أطفأت (80%) من ديون العراق السابقة ليتم تعويضها بمليارات الدولارات من خلال حصولها على استثمارات كبيرة جداً في قطاع النفط والغاز العراقي .
5ـــ إرتفاع نسبة إستثمارات الشركات النفطية الصينية في العراق مقارنةً بنسبة حصص الشركات النفطية الأمريكية، كما لم تلتزم الشركات الأمريكية والصينية المستثمرة في حقول النفط والغاز العراقية بالتزاماتها في الوصول الى الانتاج المستهدف الذي حددته الحكومة العراقية كشرط أساس لإبرام العقود مع هذه الشركات، مما كلف العراق خسائر مالية كبيرة تقدر بمليارات الدولارات .
5ـــ إن الصين وإيران من أهم الدول المحددة للسياسة الخارجية الأمريكية في العراق، فالصين تقترب بقوة من الاقتصاد الأمريكي ويرجح أن تتجاوزه في عام 2025، مما شكل قلقاً وتوتراً واضحاً للولايات المتحدة الأمريكية، واصبحت الصين تشكل تهديداً لأمنها القومي ومعرقلاً لتوجهاتها الاقتصادية في العراق، بينما تشكل الولايات المتحدة الأمريكية المعرقل الأكبر للتوجهات الاقتصادية الصينية إزاء العراق، بسبب سيطرتها على منظمة التجارة الدولية وصندوق النقد الدولي، اللذين سمحا لها فرض عقوبات اقتصادية على أي دولة تتعارض مع مصالحها والاضرار باقتصاد الدول المعادية لها .
6ـــ إن الصين لا تفكر في تبني دوراً يضعها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في العراق في المستقبل القريب، بل تفضل أن تكون علاقاتها الاقتصادي مع العراق ضمن استحقاقات التوازن الذي تفرضه طبيعة المرحلة الحالية، والذي يجعل الصين شريكاً استراتيجياً في التبادل التجاري الأمريكي الصيني وشريكاً استراتيجياً للعراق وفقاً للرغبات الأمريكية المتحكمة بكل مفاصل السياسة في العراق