أطــروحة دكتوراه في جامعة البصرة تناقش: " توظيف النص القرآني في المنهج الاصلاحي عند أهل البيت عليهم السلام " في قـــسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الانسانية ، للطالبة إيسان كاظم شريف
تناولت الأطروحة توظيف النص الائمة (عليهم السلام) للنص القرآني الكريم كأحد أهم الطرق التي انتهجوها في منهجهم الاصلاحي في كل جوانب حياة الانسان الفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعسكري لتكون بمثابة معالجات تطبيقية كما يريد الله عز وجل لحماية المجتمع من الفساد والانحراف عن خط الاستقامة ، وقد تكونت الدراسة من مقدمة وتمهيد وخمسة فصول مع خاتمة ، جاء الفصل الاول بعنوان وصف القرآن الكريم في فكر أهل البيت (عليهم السلام) لبيان وترسيخ عظمة القرآن الكريم في القلوب وبأنه كلام الله عز وجل خالصاً غير مشوب بأوهام واهواء البشر ذلك الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،وانه قول الفصل ، لإبراز حقائق القرآن والتدبر في آياته وفي هذا الامر دافع وحافز للتمسك بالكتاب والاخذ به بقوة ، في حين تناول الفصل الثاني توظيف النص القرآني في الاصلاح الفكري ،وتناول الفصل الثالث تـــــوظيف النص القرآني في الاصلاح الاجتماعي ، اما الفصل الرابع فقد تناول توظيف النص القرآني في الاصلاح الاقتصادي وتناول الفصل الخامس توظيف النص القرآني في الاصلاح السياسي والعسكري .
وتهدف الاطروحة إلى تشخيص مكامن الخلل والفساد الذي اصاب الامة وانحرف بها عن خط الاستقامة بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه واله) فأفقد الامة هويتها ودينها ومثلها فطمست معالم الدين وغيبت ثوابت الشريعة الاسلامية ، كما تهدف الاطروحة إلى ايجاد معالجات مـن وحي القرآن الكريــم لـيتم عبـرهـا القـضاء على الانحرافـات وتحـجيم خـطرهـا وتنـمية وتـثبيت المفاهيـم والقيـم الإسلامية على اساس العقيدة والاخلاق التي يـريـدهـا الله عـز وجل وترسـيخ قـواعـدها واسسـها في اعمـاق الفـكر الإنـسانـي والتي بصفـتها تـشكل مادة الصلاح والإصلاح في المجتمع من أجـل ارجـاع الخـط الإسلامي الى خـط الاستـقـامـة بعد الانحراف.
وقد توصلت الأطروحة إلى جملة من النتائج المهمة التي تتعلق بهذا الجانب ، منها أن فهم النص القرآني ومعرفة مقاصده وغاياته يعُد الاساس الأول والمنطلق الذي من خلاله يتحقق الصلاح والإصلاح وتحجيم آثـار الانحراف وتداعياته الخطيرة ، ومن جانب اخر أن أحد اهم مقومات حركة الاصلاح والتغيير الالهي هو وجود المعصوم الى جنب الكتاب، لأن غير المعصوم هو بحاجة إلى الهداية والتسديد الالهي ،ولذا فكل توظيف للنص القرآني من عند غير المعصوم عرضة للأوهام والانحرافات، كذلك أن هذه التوظيفات احد اهم اسباب حراسة المفاهيم الاسلامية والواقع من الانحراف والفساد ، كذلك من اهم النتائج المهمة أن توظيفات الائمة (عليهم السلام) للنصوص القرآنية كانت خطوات عملية باتجاه تأسيس منظومة معرفية قرآنية لكل جواني حياة الانسان الفكرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها لفتح منافذ القلوب ورفع الحجب لتكون ضابطة ومعالم طريق للسير في هداها وارتشاف الدروس والعبر فأنها تبصر الانسان ليكون على بصيرة من أمر ربه في اتخاذ المواقف من الاحداث المتجددة في حياته، وتجنب الدعوات التي شوهت الاسلام واهله ومنعت الاخرين من اعتناقه او التعايش معه كالتكفير والغلو وغيرها ، فأنها تكفل لمن تمسك بها سعادة الدارين.