رئيس قسم علوم القرآن

 

عبارة جميلة قالها أحد أساتذتنا يوما ما عندما كان أحد الطلبة مريضا لم يستطع تأدية بعض الاختبارات النهائية، كلمات لها مداليل كثيرة، وقيم تربوية عميقة، لم أنس تلك الكلمات رغم مرور سنوات كثيرة على الحادثة، لقد حفرت في الذاكرة موقعا لا يمحى أثره. قال: لو كنت اعلم بالخبر لبعثت الأسئلة الى بيته. وكان صادقا في قوله لا يجامل في أفعاله. عندما يكون الهدف الحصول على المعارف الأساسية والمهارات الضرورية للطالب فإن أحد الوسائل المهمة هو الاختبار والتقييم ولا شك في ضياع الهدف وعدم تحقق الغاية إذا استطعنا احراز النجاح ظاهريا وبأي وسيلة حتى وان كانت ممنوعة شرعا وقانونا. فضلا عن أن تجاوزات من هذا القبيل لها آثار مدمرة على الشخصية، لأن كل عمل يقوم به الانسان يترك اثرا عميقا في النفس ثم يزداد تأثيره فيصبح ملكة فإن كان خيرا فخير وإن كان شراً فشر وهذا المعنى ربما أشار له الحديث النبوي: "... ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ ... ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا"  . ومن هنا جاء في كلمات أحد الحكماء: أن لا يعمل الانسان في السر ما يستحي منه في العلانية. نقول تلك الكلمات بمناسبة حلول الاختبارات النهائية وفي الوقت الذي نؤكد فيه على الجد والاجتهاد والمثابرة في دراسة المواد العلمية وإحراز الدرجات العالية نوصي ابناءنا الطلبة بالابتعاد عن السبل غير الصحيحة في تحصيل النجاح حتى لو توفرت الظروف وتهيأت السبل لها، لأنها لا تصل الى نتيجة، ولا تنتهي الى غاية، مع تمنياتنا لجميع طلبتنا الاعزاء بالنجاح والمرفقية.