بحثت أطروحة دكتوراه في قسم التاريخ بكلية التربية للعلوم الإنسانية جامعة البصرة (موقف بريطانيا من الحزب الشيوعي العراقي 1958-1963) , للطالبة (حميده مكي فرهود السعيدي).
تناولت الأطروحة , دراسة عن الموقف البريطاني من الحزب الشيوعي العراقي للمدة من عام 1934 حتى عام 1963، بهدف كشف وتوضيح موقفها من الحزب , وطبيعة الإجراءات التي اتخذتها الحكومات العراقية المتعاقبة إزاء نشاط الشيوعيين في العراق, وموقف بريطانيا من هذه الإجراءات ، والأساليب التي اتبعتها بريطانيا للحد من انتشار الأفكار الشيوعية في العراق.
وتضمن الأطروحة ، مقدمة وتمهيد وأربعة فصول مع خاتمة من أجل تغطية جميع نشاطات الحزب الشيوعي في العراق وإجراءات الحكومات العراقية المتعاقبة تجاهها وموقف بريطانيا منها إثناء المدة المبحوثة.
جاء التمهيد بعنوان (نشوء أيديولوجية الحزب الشيوعي العراقي وانتشارها ) درسنا فيه دخول الأفكار الماركسية إلى العراق، والوسائل التي ساعدت على دخولها وانتشارها، أمَّا الفصل الأول فجاء معنوناً ب(موقف بريطانيا من تأسيس الحزب الشيوعي العراقي واتساع نشاطه 1934-1945) ركزنا فيه على موقف بريطانيا من تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ونشاطه ودوره ومواقفه تجاه الأحداث, التي مرَّ بها العراق في تلك المرحلة.
في حين جاء الفصل الثاني بعنوان (تطور نشاط الحزب الشيوعي العراقي 1946-1958 وموقف بريطانيا منه), الذي سلط الضوء على دور بريطانيا في القضاء على قيادات الحزب الشيوعي العراقي، وموقفها من نشاطه للمدة من 1946إلى 1949، وإعادة نشاطه للمدة من 1950 إلى 1953، وكذلك مؤتمرات الحزب التي أُقيمت في المدة من 1954-1957.
أما الفصل الثالث, فجاء تحت عنوان(موقف بريطانيا من نشاط الحزب الشيوعي العراقي في أثناء قيام ثورة 14 تموز وتنامي الصراع الداخلي 1958-1959) بيّن موقف بريطانيا من مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في ثورة 14تموز 1958, ومحاولاته السيطرة على الشارع، واندلاع الصراع القومي-الشيوعي للمدة من 16 آب 1958إلى 15 كانون الأول 1959.
وبحث الفصل الرابع المعنون (إجراءات حكومة عبد الكريم قاسم تجاه الحزب الشيوعي العراقي 1960-1963 وموقف بريطانيا منها) بعد صدور قانون الجمعيات ومطالبة عبد الكريم قاسم بضم الكويت واندلاع الحركة الكردية المسلحة وانقلاب 8 شباط 1963.
واستنتجت الأطروحة ما يلي 1-أدت مجموعة من العوامل إلى اطلاع المثقفين العراقيين على الأفكار الاشتراكية التي سادت العالم في مطلع القرن العشرين، 2- وقفت عوامل عديدة عائقاً أمام نشر الشيوعية في العراق , 3-وقع الحزب منذ تأسيسه بعدد من الأخطاء التي أثرّت عليه فيما بعد، 4-دخل الحزب الشيوعي في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958, مرحلة جديدة وأصبح من أهم القضايا التي أثارت قلق بريطانيا ،5- لم يتمكن الحزب الشيوعي العراقي من التصدي للحركة الانقلابية في 8 شباط 1963، بسبب انشغاله بالصراعات الجانبية , 6- لم تتدخل بريطانيا لدى السلطة البعثية بعد انقلاب 8 شباط 1963, للتأثير على نشاط الحزب الشيوعي العراقي؛ بسبب تلاشي نشاطه .