بحثت رسالة الماجستير في قسم اللغة العربيّة / كليّة التربية للعلوم الإنسانيّة / جامعة البصرة _ توظيف النص الديني فـي صناعـة المعجم / مجمع البحرين لفخرالديـن الطُّريحـي أنموذجـاً _ للطالب ( زين العابدين يوسف محسن العوّاد ) .
وتناولت الرسالة دراسة النص الديني المثبّت في المعاجم اللغويّة ، والذي يشمل القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف ، وأحاديث آل البيت دراسة تحليليّة تأمّليّة . الهدفُ منها كشفُ المعيار الذي يحتكم إليه المعجميّ عند اختياره له ، والدوافع التي ينطلق منها ، والأفكار التي يحاول إيصالها وإبلاغها للقارئ .
وتضمّنت الرسالة خمسة فصول مع مقدّمة وخاتمة . تناول الفصل الأوّل التعريف بالنص الديني والمعجم اللغوي ، وبيان الخيط الرابط بينهما ، والصناعة المعجميّة ، وبيان بعض خطواتها . وتناول الفصل الثاني دراسة لمحات من سيرة الطُّريحي وذكر بعض آثاره العلميّة ، وبعض الأدوات التي استعملها في صناعة معجمه ، وذكر الحركة النقديّة التي دارت حول معجمه فيما بعد . وتناول الفصل الثالث توظيف النص الديني في المباحث اللغويّة كالصوت والنحو والصرف والدلالة . وتناول الفصل الرابع توظيفه في المباحث البلاغيّة كالتشبيه والاستعارة والكناية . في حين تناول الفصل الخامس توظيفه في مباحث مختلفة كالقراءات القرآنيّة والناسخ والمنسوخ ، وبعض قضايا التأويل ، وبعض القضايا الكلاميّة والفلسفيّة .
واستنتجت الرسالة أنّ اختيار النص الديني في معجم الطُّريحي جرى لاعتبارات خاصّة ، أملاها التوجّهُ والإنتماءُ العقديّينِ بالدرجة الأساس ، فإيثار الطُّريحي أحاديث آل البيت ، ونبذ أحاديث غيرهم خلا الحديث النبويّ انبنى على فكرة الانتصار للعقيدة ، والوقوف بوجه أبناء المذاهب الأخرى من المعجميّين ، وتحدّيهم بما تحمله من معان ومفردات . وهذا إن دل فإنّما يدل على أنّ الحرب العقديّة لم تكن منحصرة في كتب أهل الدين ، بل كانت على أشدّها في معاجم اللغة .
