اطروحة الدكتوراه في قسم الجغرافية / كلية التربية للعلوم الانسانية في جامعة البصرة تناقش (تقييم مشروع ماء البدعة وأهميته في تنمية العرض والطلب المائي في محافظة البصرة) للطالب (عبد الحسن عبد النبي هاشم حميدي)
تناولت الاطروحة موضوع مشروع ماء البدعة (يبلغ طول القناة 238.5كم ومتوسط عرضها 7م وتمتد من شمال مدينة الناصرية على نهر الغراف الى غرب مدينة البصرة) وأهميته في سد العجز المائي الحاصل في المياه العذبة للأغراض البشرية من خلال معرفة الخصائص الهيدرولوجية للمشروع (الخصائص الكمية والنوعية لمياه) ومدى صلاحيتها للاستخدام المنزلي(للشرب) ومعرفة أهم العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في المشروع. فضلاً عن معرفة اهم المشاكل التي يعاني منها مشروع ماء البدعة(المشاكل الطبيعية والبشرية) والتي اثرت بصورة سلبية على المشروع وعملت على خفض التصريف المائي الواصل الى محافظة البصرة.
وتهدف الاطروحة الى الوصول الى:(1) امكانية تنمية العرض والطلب المائي للأغراض البشرية في محافظة البصرة من خلال معرفة كمية المياه المتاحة والاحتياجات الحالية والمستقبلية للمدينة.(2) دراسة هيكلية المشروع لمعرفة إمكاناته الحالية ومدى الاستفادة منه مستقبلاً في سد الاحتياجات البشرية عن طريق رفع طاقته التصميمية واطالة عمره الافتراضي.(3) دراسة مشاريع الماء ذات العلاقة بالمشروع ومدى اهميتها في تنمية العرض والطلب المائي.
واستنتجت الاطروحة من خلال التحاليل المختبرية التي اجريت لخمس مواقع ان مياه قناة البدعة صالحة للاستخدام البشري حسب معايير منظمة الصحة العالمية. كما وجدت إن هناك عوامل طبيعية اثرت على المشروع وعملت على زيادة نسبة الفاقد بالتبخر والرشح من القناة الى حوالي 0.00024 كم2/سنة, 0.1125 م3/ثا.كم. كما اتضح من خلال الدراسة ارتباط الوضع الهيدرولوجي للقناة بهيدرولوجية نهري دجلة والغراف, ونتيجة لذلك ترتفع التصاريف المائية للقناة خلال السنوات الرطبة وتنخفض خلال السنوات الجافة, إذ بلغ معدل التصريف السنوي للقناة خلال المدة(2013\2020)حوالي 349.48 مليون م3/سنة, وتصل كميت التصريف المائي الداخلة للقناة عند ناظم الصدر إلى حوالي11.095 م3/ثا, في حين إن الكمية الداخلة للأحواض تصل إلى حوالي4.5 م3/ثا, وتستهلك مشاريع الماء الواقعة بين محافظة ذي قار والبصرة قبل الوصول للأحواض حوالي4.7 م3/ثا, وهذا يعني ان كمية المياه التي تستهلك قبل احواض التخزين أكبر من الكمية التي تصل الى الاحواض. واتضح ايضاً أن عمل القناة في نقل المياه من حيث الكفاءة يصل إلى حوالي 83.9%, إلا أن شبكة توزيع المياه الرئيسية في المحافظة ليس لها القدرة على استيعاب التصاريف التي تزيد على 6 م3/ثا, وذلك بسبب وجود مشاكل تعود على شبكة توزيع المياه, كما اتضح من خلال الموازنة المائية التي أجريت للاحتياجات المنزلية لمدينة البصرة, إن كمية المياه الصالحة للاستهلاك البشري لا تتجاوز حوالي 173.2 مليون م3/سنة(مياه مشروع البدعة), في حين أن الاحتياجات الفعلية خلال سنة 2020 وصلت إلى حوالي 522.3 مليون م3/سنة, وبالتالي فأن نسبة العجز المائي لهذه السنة يصل إلى حوالي324.1 مليون م3/سنة.
واوصت الاطروحة في عدة مقترحات منها.(1)لابد إن يواكب عملية رفع الطاقة التصريفية للمشروع, عمليات أخرى, منها رفع الطاقة الاستيعابية لشبكة التوزيع المياه في المحافظة, وبما يتوافق مع النمو السكاني والحضري للمدينة ولفترة زمنية لا تقل عن 50 سنة قادمة.(2)تحويل المشروع من قناة مفتوحة إلى مجموعة انابيب اسمنتية أو حديدية بعدد يصل الى15 انبوب بقطر2 م, وبمجموع تصريف يصل إلى حوالي 25-30 م3/ثانية.(4)تخصيص المبالغ المالية الكافية لإدامة عمل المشروع وشراء المعدات اللازمة واعمال الصيانة واستبدال المضخات القديمة.(5)العمل على بناء أربع خزانات ذات سعة 4 مليون م3, مما يعمل على رفع نسبة التخزين الموجود للطواري الى أكثر من 30 يوم.(6)التركيز على بناء محطات كبيرة لتحلية المياه المالحة في اقضية الفاو والزبير وام قصر, واعادة المحطات الحكومية العاطلة للعمل(هنالك 52 محطة تحلية حكومية في محافظة البصرة لا يعمل منها سوى 16 محطة وبإنتاجية قليلة).(7)التركيز على بناء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي في محافظة البصرة.(8)المضي في بناء السدة التنظيمية لشط العرب من أجل حجز الكتلة المائية المالحة القادمة مع المد من الخليج العربي.(9)المباشرة بمشاريع جديدة موازية لمشروع البدعة, كالمشروع الذي يتم بواسطتها نقل المياه من سدة الكسارة على نهر دجلة في ناحية العزير الى محافظة البصرة.(9( فرض الرسوم على استخدام المياه على أن تحسب التكاليف تصاعدياً وحسب كمية الاستخدام, وذلك للحد من الهدر والتبذير المائي.