بحثت أطروحة الدكتوراه في قسم اللغة العربية كلية التربية للعلوم الإنسانية - جامعة البصرة في ِعِلَلُ التَّعْبِيْرِ القُرْآنِي في كُتُب إعراب القرآن الكريم حتّى منتصف القرن السَّابع الهجريّ
تهدف الأطروحة التي قدمها الطالب حازم عبد اللطيف عبد الرضا الشاوي إلى تتابع جهود أصحاب كتب إعراب القرآن في بحث علل التعبير القرآني عندهم، راصدين الجهود العلمية لهم في استنباطهم لمصاديق الإعجاز في نظمه، ورصد القدرة الفائقة للفظ في تحقيق المعنى، والأسلوب البلاغي الذي يشكل عمود التعبير القرآني ونظمه.
تناولت الأطروحة دراسة القرآن الكريم من جهة البحث عن مقاصد التعبير القرآني، والكشف عن عِلله الدلاليّة في كتب إعراب القرآن الكريم، إذ انتخبت الدراسة بعضاً من تلك الكتب التي عُنيت بإعراب القرآن، وإنّ هذه الكتب على الرغم من أنَّ مادتها الأساسيّة، وموضوعها الرئيس هو إعراب الألفاظ القرآنية فقد وقفتْ على تعليل اختيار تلك الألفاظ، وبيان مقاصدها الدلالية
واستنتجت الأطروحة إنَّ تنوّع العلل وصورها في النص القرآني الواحد يمكن عدّهُ ثراءً لغوياً وفكرياً تمتد معهُ آفاق النص في رؤاه وتصوّراته، كما في تعليلهم لتقديم الاسم (مُتَوَفِّيكَ) على الاسم (رَافِعُكَ)، إذ ذكروا عِلَل تعبيرية لتقدم أسم الفاعل (مُتَوَفِّيكَ) على (رَافِعُكَ)، ومنها هو وجود قصديّة يريدها الباري التَّعْبِيْرِ القُرْآنِي بحسب النظر القاصر لهذا التقديم ربما تتمثل بكون التوفي لا يدل على وقوع الموت.
وكذلك أوضحت الدراسة أنَّ عِلَل التعبير لتعريف الأسماء و تنكيرها في الآيات القرآنية، كان له مدخل أساس في التوجيه الدلاليّ لتعبير القرآني، قد يأخذ التعريف المعنى التركيبي إلى وجهة ومقصدية دلاليّة تختلف عن التنكير ومراداته، مع إفادة التنكير دلالة العموم والتكثير، على حين أنَّ التعريف فيه دلالة التخصيص وتحديد.
أوصت الدراسة بالاهتمام بهذه الكتب الثمينة التي تسلط الضوء على دراسة القرآن الكريم وإعرابه وبيان حكمة أسرار تعبيره، فهي رصيد معرفي مهم يضاف إلى المؤلفات التفسيرية وعلوم القرآن الكريم للكشف عن مقاصد النص القرآني وتفسير آياته.