كلية التربية للعلوم الانسانية تنظم ورشة عمل عن (كِتَاْبُ الْإِمَاْمُ الْحُسَيْنِ عَلِيْهِ الْسَّلَاْمُ إِلَىْ أَعْيَاْنِ الْبَصْرَةِ قِرَاْءَةٌ تَحْلِيْلِيَّةٌ)
2020-11-30 06:12:51
كلية التربية للعلوم الانسانية تنظم ورشة عمل عن (كِتَاْبُ الْإِمَاْمُ الْحُسَيْنِ عَلِيْهِ الْسَّلَاْمُ إِلَىْ أَعْيَاْنِ الْبَصْرَةِ قِرَاْءَةٌ تَحْلِيْلِيَّةٌ)
نظمت وحدة التعليم المستمر في كلية التربية للعلوم ورشة عمل عن ..( كِتَاْبُ الْإِمَاْمُ الْحُسَيْنِ عَلِيْهِ الْسَّلَاْمُ إِلَىْ أَعْيَاْنِ الْبَصْرَةِ قِرَاْءَةٌ تَحْلِيْلِيَّةٌ) بمشاركة باحثين ومختصين ،
وتضمنت الورشة محاضرة قدمها الأستاذ ( أحمد موفق مهدي ) تناول في ضوئه ماذا يفعل الحكيم النَّاصح مع الفاجر الغريق في اللهو والفساد كيزيد ابن معاوية (لعنهُ الله)، الذي كان ينكح الأمهات والبنات والاخوات، ويعاقرُ الخمر، ويُلاعب القرود والكلاب، هادمُ الكعبة، ومستبيح المدينة، قاتل النَّفس المحترمة أو المحرَّمة، كما شهد بذلك الصحابي عبد الله ابن حنظلة، أبداً لا دواء لهُ إلَّا السَّيف.
لذا خط لنا الإمام الحسين طريقًا في حالة انحراف الحاكم، وحين لايوجد خط غير النُّهوض، وحين يتجاوز الحاكم كل الحدود الإسلامية، وكلّ حدود الأعراف ، فالقرآن الكريم حثَّ على استقراء وتدبر الحوادث التَّأريخية، لغرض وضع قوانين وسنن للسَّاحة التَّأريخيَّة، ومِنْ هذه الايات قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾.
وقوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.
في هذهِ الأيتين إشارة إلى أَنَّ وعي القلوب، أو سمع الأذان، أو نظر الأبصار يتكون في ضوء تلمس سنن التَّأريخ، أو قراءة التَّأريخ بتدبر يخدم المجتمع في المستقبل .
وناقشت الورشة دراسة كتاب الإمام الحسين (عليه السّلام) الموجَّه إلى عددٍ من أعيان البصرة، ورؤساء العشائر فيها، يستنهضهم في اللّحوق بهِ، ويدعوهم إلى نصرتهِ، وهو نصٌّ تتجلَّى فيهِ الصِّياغة الفنِّيَّة، والصُّور البلاغيَّة، ما حَمَلَنا على قراءة كتابهِ قراءة تحليلية، وإبراز الجانب الجماليّ في البنية والتّركيب، والميزات النَّصّيَّة فيهِ؛ لاستنهاض الهِمم، وبثِّ روح العزيمة بين أبناء الأمَّة، والتَّنبيه على الأخطار المحدقة بالدِّين الغضِّ الفتيّ، وبيان الحالة التي يعيشُها المجتمع الإسلاميّ –آنذاك-، لتكون رسالتهِ خالدة على مرِّ العصور، ما جعل خطابهِ الشَّريف مؤثِّراً في نفوس أولئك الذين كتب (عليه السّلام) إليهم، فكانَ منهم مَنْ عَزَم على اللّحوق بهِ، والاستعداد لنصرتهِ، كما في جواب (يزيد بن مسعود النّهشليّ)؛ إذْ لبّى دعوتهِ.
وبينت الورشة إنَّ السِّمة البارزة فيما انطوى عليهِ خطابهِ الشَّريف الموجَّه إليهم، مِنْ أَوَّلِ ما بدأ بهِ وهو المقدِّمة والمفتتح، إلى آخرهِ ونهايتهِ، كان يغلب عليهِ السِّمة الإيمانيَّة، ومناصرة الحقِّ والدِّفاع عن الدِّين الغضِّ الجديد، ومقارعة الأهواء والزَّيغ؛ لأَنَّهُ يُمثِّل معدن هذهِ المبادئ وأصالتها وجوهرها؛ وما يصدر عنهُ إِنَّما يصدر عن نفسٍ تفيض بما انطوتْ واحتوتْ عليهِ مِنْ مكنوناتٍ، وأسرار أودعها الله في هذهِ النَّفس الكريمة، وما تحملهُ مِنْ مُثُلٍ وثقافةٍ دينيّةٍ نقيّةٍ؛ إذْ كان الموقف الذي بثَّ فيهِ الإمام دعوتهِ، وبلاغه، يستدعي إثارة الوجدان والشُّعور بالنَّهوض والانتصار للدِّين الحنيف، وهو ما يعبَّر عنهُ بسياق الموقف عند الدَّارسين، ويشمل "كلّ ما يقولهُ المشاركون في عمليّة الكلام، وما يسلكونهُ، كما يشكّل الخلفيّة بما تتضمَّنهُ مِنْ سياقات خبرات المشاركين، وقدْ أشار (فيرث) إلى أَنَّ كلَّ إنسانٍ يحمل معهُ ثقافتهُ، وكثيرًا مِنْ واقعهِ الاجتماعيّ حيثما حلَّ".
إنَّ خطاب الإمام حقَّقَ أهدافهُ، ووصل إلى مسامع المرسَل إليهم، وأثَّر في نفوسهم، فاستجابَ عددٌ كبيرٌ منهم، وهَمَّ آخرون بنصرتهِ؛ لِمَا وجدوا فيهِ مِنْ صدقٍ ومنفعةٍ كبيرةٍ هزّتْ أركان نظام الحكم الأمويّ، فاضطربتْ الأوضاع السِّياسيَّة على إثر ذلك، ونبّه الغافلين عمَّ هم فيهِ من سباتٍ وغفلةٍ، فتحرَّكتْ على إثر ذلك كثيرٌ مِنْ الضّمائر، فسلامٌ عليهِ يوم وُلد، ويوم استُشهد، ويوم يُبعثُ حيّاً